الخليل - خاص "فلسطين"
شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مؤخرا، بأنشطة مكثفة لتحويل مقاطع من السياج الشائك والحديدي غربي الخليل، لجدران إسمنتية، تتركز في المواقع التي تمكن فيها المواطنون من فتح ثغرات في الجدار واجتيازه للوصول إلى أماكن عملهم داخل الأراضي المحتلة.ويزعم الاحتلال الإسرائيلي، أنّ منفذي عملية (تل أبيب) الأخيرة، 8 يونيو الجاري، سلكوا الثغرات في الجدار الشائك للوصول إلى مكان العملية.
وكانت وزارة جيش الاحتلال شرعت منذ أيام بأعمال البناء في جدار أمني جنوب محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، وهي المنطقة التي تفصل جنوب الضفة الغربية من منطقة بئر السبع بالداخل المحتل عام 1948.
وقالت وسائل إعلام عبرية، إن التكلفة النهائية للجدار ستصل إلى ملايين الشواكل، وتستهدف منع عمليات التسلل عبر ثغرات توجد في السياج الفاصل بين منطقة الخليل ومنطقة بئر السبع.
وأفاد الصحفي حافظ تلاحمة، أحد سكّان قرية البرج، التي يستبدل الاحتلال السياج بالجدار على أراضيها، بأنّ سلطات الاحتلال بدأت منذ عدّة أسابيع عمليات بناء واستبدال مقاطع السياج بجدار حديدي ارتفاعه عدّة أمتار، مشيرا إلى أنّ الاحتلال لم يجر أيّة توسعات جديدة على الحدود، وإنّما يعمد إلى استبدال الجدار في هذه المرحلة.
وقال تلاحمة لصحيفة "فلسطين" إنّ جدار الفصل العنصري ابتلع مساحات شاسعة من أراضي قرية البرج والقرى والبلدات المجاورة، وحرم المزارعين من العمل في أراضيهم في محيط تلك المنطقة.
ولفت إلى أنّ هناك الكثير من الثغرات مفتوحة في الجدار، ويدخل عبرها مئات العمال يوميا، "الاحتلال يعتقد أنّ السياج الحديدي فشل في تحقيق أهدافه الأمنية، وبالتالي يلجأ في هذه المرحلة إلى زراعة الجدران الإسمنتية المرتفعة".
من جهته، أوضح الخبير في شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش، أنّ جدار الفصل العنصري أنشأه الاحتلال ليحمي به حدوده، ويمنع الفلسطينيين من دخول المناطق المحتلة.
لكنّه يرى أنّ الاستراتيجية الراهنة فيما يخصّ الجدار وخاصة السياج أثبتت عدم عمليتها وقلّة جدواها من خلال ما نلحظه من عمليات اختراق لهذا الجدار وفتح الثغرات فيه، ووقوع العديد من العمليات التي أثبتت أن المنفذين قدموا عبر الجدار، وهذا يشير إلى أن هذه التحصينات التي ينفق عليها مليارات الشواكل قد فشلت في تحقيق أهداف الاحتلال الأمنية.
وأشار إلى أنّ الاحتلال هدف أيضا من الجدار إلى ابتلاع آلاف الدونمات الزراعية من أراضي المواطنين الفلسطينيين، لصالح التوسع الاستيطاني، والسيطرة على مزيد من الأراضي الفلسطينية، "لكنّه يعجز في هذه المرحلة عن حماية نفسه في ظلّ الواقع الحالي من تصاعد للعمليات وما شهدته (إسرائيل) مؤخرا من موجة عمليات".
وقال حنتش إن "كامل هذه الإجراءات، وحسب ما أثبتت التجربة ستكلّف ميزانية دولة الاحتلال المبالغ المالية الطائلة، ولن تسهم كثيرا في تحقيق الأهداف الأمنية المرسومة لها".