شهدت الأسابيع والأشهر الأخيرة تكثيفًا إسرائيليًّا لسلسلة الهجمات والاغتيالات التي نفذها الجيش الإسرائيلي، وفي عدة جبهات ساخنة، وهي الجولان السوري، قلب غزة، والضفة الغربية، مما جعل هذه الفترة تصاحبها جولات تصعيد في الجنوب، وتوتر أمني في الشمال، وأظهر زاوية مختلفة مما يمكن وصفه "التوتر الهادئ" في هذه الجبهات، التي شهدت آخر مرة اشتبك فيها الجيش الإسرائيلي مع أعدائه.
تشير هذه العدوانات الإسرائيلية المتواصلة إلى مواصلة جيش الاحتلال الإسرائيلي لتركيز جهوده على ما تُعرف باستراتيجية "المعركة بين الحروب"، ومعظمها هجمات سرية تهدف لإحباط عمليات المقاومة في قطاع غزة، وحزب الله في لبنان، وفيلق القدس الإيراني في سوريا، والتحدي الرئيس هو التأكد أن كل ضربة من هذا القبيل لا تؤدي للتدهور الذي سيؤدي للحرب الشاملة.
معظم الهجمات الكبيرة في سوريا نُسبت لـ(إسرائيل)، بما فيها ضد أهداف لحزب الله في الأسابيع الأخيرة، والشغل الشاغل ضد هجمات مرتدة من سوريا ولبنان، وفي الضفة الغربية يتوقع أن تشهد اضطرابات بعد تنفيذ خطة الضم، وفي قطاع غزة يمكن لصفقة تبادل الأسرى مع حماس أن تعيد تنشيط الجبهة.
لقد شهدت الأسابيع الأخيرة تنفيذ سلسلة من الهجمات المنسوبة للقوات الجوية في سوريا، ووقع اجتياح نسبي آخر على الحدود في الجولان، ويبدو أن هذه نقاط مراقبة وجمع استخباراتي لفرق حزب الله، أو القوات الإيرانية المنتشرة عبر الحدود في الجولان في محاولة جديدة لإنشاء خط أمامي قريب من (إسرائيل).
في الأوقات السابقة، كما في نوفمبر، انتهى الأمر بموجة من العمليات تضمنت نقطة مراقبة في الهضبة السورية الجنوبية قرب المثلث الأردني، وأرسلت طائرة أباتشي تابعة لسلاح الجو صاروخًا دقيقًا، وتم تدمير المواقع بالكامل، وكان الهجوم جزءًا من موجة من الهجمات، حتى في أعماق سوريا بطائرات مقاتلة، ردًّا على إطلاق الصواريخ على جبل الشيخ قبل بضعة أيام.
تزعم الأوساط العسكرية الإسرائيلية أن المواقع غير المأهولة التي استهدفتها (إسرائيل) شملت بنية أساسية مشتركة للحزب، التي تحاول الانتشار في الجولان، بمساعدة إيران ورعاية سوريا، وبعد الهجمات تم عكس سلوك الحزب في المنطقة، وتقدر القيادة الشمالية أن محاولاته لتجديد البنية التحتية لجمع المعلومات حول مواقع ودوريات الجيش على الحدود، تحسبًا لهجومهم المستقبلي، لم تتوقف، وتم تجديدها بمناطق أخرى عبر الحدود.
أما في جبهة الضفة الغربية، فيتركز عمل الجيش على ملاحقة الفلسطينيين المتخصصين في إلقاء قنابل حارقة وزجاجات مولوتوف على سيارات المستوطنين، ويلقونها من مسافة قريبة، ولذلك دأب الجيش على نصب كمائن للقبض عليهم، حيث يعمل هؤلاء في أوقات مختلفة، وفي كل مرة ينسحبون في اتجاه آخر بعد تنفيذ مهامهم.