فلسطين أون لاين

"عادات العيد".. غزيون يقصون الحكاية

...
غزة-هدى الدلو

في اليوم الأول من عيد الفطر السعيد، تنتشر مظاهر الفرحة والبهجة، ولكن قد تختلف حيثيات الاحتفال به بعض الشيء تبعًا للعادات والتقاليد المتوارثة، وما يجمع عليه أن طعام ذلك اليوم السمك، أو السمك المملح سواء كان على وجبة الفطور أو الغداء.

فايزة حمودة في الستينيات من عمرها، تتحدث عن ذلك اليوم الذي تصفه بجائزة للمسلمين على صومهم وعبادتهم لله، إلى جانب أنه يوم راحة للنساء بعد تعب ومشقة تنظيف البيت، و"مارثون الاستعداد للتجهيز لهذا اليوم من شراء ملابس وعمل كعك وغيرها الكثير من الأمور"؛ وفق وصفها.

فبعد صلاة فجر يوم العيد لا تعود وعائلتها لإكمال نومهم، بل يستعد الرجال لأداء صلاة العيد، والسيدات يعملن على تجهيز طعام الفطور العائلي الجماعي والذي يكون السمك المملح والكبدة، بالإضافة إلى عمل ضيافة الضيوف وإعداد القهوة.

وتقول في دردشة مع صحيفة "فلسطين": "بعد عودة الرجال من صلاة العيد يجب أن تكون كل زوجات الأبناء وأبنائهن مجتمعين عند والدة أزواجهن ينتظرون عودة الرجال لكي يعيدوا عليهم، وبعدها تبدأ جولتهم على أقاربهم ولم تكن الزيارات تقتصر فقط على أرحامهم".

طيلة هذه الفترة يكون كل طفل بجانب والدته ويكرر طلبه بأن تلبسه ملابس العيد لينطلق في اللعب مع أبناء الحي.

أما "أبو إسماعيل" عناية، فيتحدث عن حزن الكبار لفراق شهر رمضان وتأثرهم بالأناشيد الوداعية بنهايته، وكلمات المسحراتي الوداعية له في العشر الأيام الأخيرة  في حين يسأل الأطفال أهلهم يوميًا عن عدد الأيام المتبقية للعيد.

فرحة الأطفال لا توصف في ليلة العيد، يحمل علبة من الصفيح بيد وبالأخرى عصا خشبية يحاول أن يقلد دور المسحراتي وبدلًا من أن يقول "اصحى يا نايم" يكبر بتكبيرات العيد، ويرافق ذلك صوت الألعاب النارية، ولا تغفى أعينهم من بهجتهم بقدوم العيد، وبجانب فرشة نومهم ملابسهم الجديدة.

يتابع لصحيفة "فلسطين": "عند اقتراب موعد تكبيرات العيد كنت أجتمع مع أطفال الحي حول المنبر داخل المسجد، ونردد بكل بهجة وسعادة تكبيرات العيد خلف الكبار، ونحن في غاية الانبساط".

وبعد الانتهاء من الصلاة وخطبة العيد، وقبل المغادرة كان والده يسلم على أغلب المصلين ويعيد عليهم، ويعودوا إلى البيت من طريق آخر ويكون وباقي الأطفال ينتظر والدهم من أجل السلام عليه وطلب العيدية.

وبعد تناول طعام الفطور والذي في أغلب الأحيان تكون اكلة الفسيخ، كان الرجال يرتدوا ملابس العيد ويعطون العيدية للأطفال والنساء، ويخرجون لزيارة الأرحام والأقارب والتي تسبقها زيارة المرضى من كبار السن.