على عجلٍ يصل إلى ديارنا وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، إنه يسابق شهر تموز، يريد أن يصل إلى تفاهمات مع الإسرائيليين حول نسبة الضم المتفق عليها من أرض الضفة الغربية قبل موعد التنفيذ الذي قرره الإسرائيليون في تموز القادم!
أما نحن الفلسطينيين، فإننا نستقبل مايك بومبيو بالهدوء والسكينة، نستقبله كما يشتهي هو، لا كما تشتهي أرض فلسطين، وإذا كان الضمير الفلسطيني يقول: لا مرحبًا بك فوق أرضنا يا مايك، فإن واقعنا السياسي يقول، افعل بنا ما تشاء يا وزير الخارجية، فستجدنا من الهادئين الصامتين، ورقابنا ممدودة، فأنت النبي إبراهيم ونحن الضحية إسماعيل، فاذبح بأرضنا كما تشاء، ووزع لحمها على المستوطنين الجائعين للتاريخ، فلن تسمع منا أنينًا ولا ضجيجًا.
سياستنا الفلسطينية تقول لك يا مايك: تفضل وامشِ على بساط الاطمئنان الذي فرشه لك ديفيد فريدمان سفير أمريكا في (إسرائيل)، أستاذ السياسة الأمريكية، والذي لخصها في النقاط الآتية، كما نشرتها صحيفة إسرائيل هيوم:
أولًا: لا يمكن ضم الضفة الغربية كلها إلى (إسرائيل)، وإعطاء الفلسطينيين حق المواطنة، ولا يصير ضم الضفة الغربية مع عدم إعطاء الفلسطينيين حق المواطنة، والحل في هذه الحالة يكمن في ضم أقل من نصف الضفة الغربية، حتى نسبة 30%، مع الموافقة الإسرائيلية على قيام دولة فلسطينية تلتزم الشروطَ الإسرائيلية التي تضمن تحول الفلسطينيين إلى مواطنين كنديين.
فما هي الشروط الأمريكية للموافقة على ضم أقل من 50%؟
أ- تجميد الاستيطان في المنطقة "س" غير المعدة للضم لمدة أربع سنوات!
ب- موافقة (إسرائيل) على مفاوضات مع السلطة الفلسطينية على أساس صفقة ترامب.
ثانيًا: حتى الأول من تموز، يجب إعداد الخرائط، وجمع التفاصيل، وتحديد مناطق الضم، وهذا ما تقرره لجنة أمريكية إسرائيلية، شرط ألا يزيد الضم على 50% من منطقة "س" أي 30% من أرض الضفة الغربية، أما باقي النسبة فهي من أرض القدس!
ثالثًا: خصصنا للفلسطينيين مساحة مضاعفة عما لديهم اليوم داخل المنطقة "س"، وقد أنشأنا اتصالًا جغرافيًّا لهم بين الضفة الغربية وقطاع غزة إذا توحد الفلسطينيون في يوم من الأيام!
بذلك تكون قد اتضحت لنا معالم الزيارة، والتي تهدف إلى الضم بهدوء وانسجام، ليكون الشرط الأمريكي للموافقة الإسرائيلية على خطة ترامب خادمًا للأطماع الإسرائيلية.
فماذا سيفعل الفلسطينيون؟ هل سيقولون يا مرحبًا بك يا مايك، أم لا مرحبًا بك يا مايك؟
في كلتا الحالتين فإن الفلسطينيين في ورطة، صنعوها لأنفسهم بأنفسهم، وقد تم استدراجهم إليها منذ أوسلو 1993، حين قامت سياستهم على المفاوضات مع (إسرائيل)، والاعتراف بها، والتنسيق والتعاون الأمني معها.
ما يجري اليوم من ضم هو حصاد السنين، ولا يمكن أن يتغير هذا الهشيم إلا بحراثة الأرض من جديد، وإعادة زراعة المستقبل بشكل يواكب العصر، ويغاير السنوات الخالية.
ملحوظة: قبل قيام السلطة كان الشعب الفلسطيني يستقبل الوفود الأجنبية الزائرة لفلسطين بالمظاهرات، ولكنه اليوم مغيب، لا يستقبل، ولا يودع!