فلسطين أون لاين

وفاة رائد العمل الخيري في غزة

توفي مساء السبت أبو أسامة، أحمد الكرد، رائد العمل الخيري في غزة، بل في فلسطين. توفي أبو أسامة المعروف بشخصه وصفاته في المملكة ودول الخليج، وبلاد أوروبا، وصاحب العلاقات المميزة والعميقة مع المؤسسات الخيرية والإغاثية التي تتبرع لفلسطين.

أسس أبو أسامة الكرد جمعية الصلاح الإسلامية الخيرية في فترة مبكرة من بدايات العمل الخيري في غزة وفلسطين عامة، وترأس الجمعية التي نشرت فروعها في محافظات القطاع، ومن خلال الجمعية أنشأ مدارس الصلاح الإسلامية لأبناء الشهداء والأسرى والأيتام. مدارس الصلاح نافست غيرها من المدارس في جودة التعليم، وما زالت تقوم بعملها التعليمي بشكل مميز.

عمل الفقيد وزيرا للعمل في حكومة إسماعيل هنية، ولكن شهرته كرائد ومؤسس للعمل الخيري ورئاسة جمعية الصلاح تفوقت على شهرته كوزير. الناس في غزة يعرفون الصلاح بالكرد، ويعرفون الكرد بجمعية الصلاح. إذا ذكر أحدهما أغناك عن الثاني.

كان الفقيد يرحمه الله دنمو العمل الخيري بشهادة كل من عمل معه، وكل من عرفه، لقد كان يقوم بأعمال لا تؤديها إلا عصبة من الرجال، وما كان يعجزه عمل في مجال الخير والإغاثة، ولعل شهرته ومصداقيته بين المؤسسات والناس منحته تذكرة النجاح، ليكون الأول على فلسطين في هذا المستوى من العمل الخيري.

كثيرون هم الرجال الذين يعملون في العمل الخيري والإغاثي في فلسطين، ولكن أحدا منهم لم يفكر يوما في منافسة الفقيد، لأن الفقيد سبقهم بمسافة زمانية ومكانية، فقد أرهق من جاؤوا بعده، ومن الصعب أن تجد من يشغل مكانه ويملأ الفراغ الذي تركه.

توفي الفقيد عن واحد وسبعين عاما قضاها كلها بعد العشرين من العمر في العمل الخيري، دون كلل ولا تعب، حتى قال من عملوا معه إنه لا يعرف التعب، وأنه الأكثر مبادرة بين أعضاء مجلس الإدارة، والأكثر تجديدا وحركة.

لقد ترك الفقيد رحمه الله بصماته الطيبة الشاهدة له في كل المؤسسات الخيرية في غزة والخارج، وترك بصماته بين الأسر والعوائل، فهو قريب من عوائل الشهداء والأسرى والأيتام، وهم كانوا قريبين منه، وقد قدم نموذجا طيبا جسد في نظري ما قالته ابنت النبي شعيب عليه السلام : " إن خير من استأجرت القوي الأمين). نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله، تغمده الله برحمته، وأسكنه فسيح جناته، ونحن في جريدة فلسطين إذ نعزي أنفسنا نتقدم بعزاء خاص لآل الكرد وعائلة الفقيد، وكل الكرام العاملين في مجال الأعمال الخيرية والإغاثية. ونسأل الله لنا وله الجنة، والحمد لله رب العالمين.