عندما تصبح القرية مباحة والسارق خلف الأبواب يدفك عليها برجله، خيارات التفكير بماذا أفعل تصبح محددة ومقيدة بِـ" يا روح ما بعدك روح"، لكن عندما يُفرمت السُراق قدرة الأفراد على الفعل بالمواصفات والخبرات العادية يستطيعون تحييدهم واستيعاب ردة فعلهم وردعهم عن الفعل من الأصل، على قاعدة اليقين وعدم الشك: إذا انتصرت لكرامتك فستُقتل أو تُسجن، ويهدم بيتك هذه القناعات التي يسعى السُراق ترسيخها.
استراتيجية الردع الفردي لم تنجح في السابق ولن تنجح في المستقبل، لكن بعد استراتيجية الردع الجماعي من خلال الدخول إلى عقلية وطريقة تفكير القيادة المتنفذة والعبث فيها، أصبح ممكناً كي الوعي، بحيث إذا لم تلتزم السلطة على سبيل المثال بالتعاون الأمني سنقوم بتنفيذ ذلك بأنفسنا والطريقة التي تناسبنا، الأمر الذي دفع رئيس السلطة في لقاء مع "إيلانا ديان" الطلب علناً من الحكومة والجيش والمخابرات الصهيونية "إذا أردتم شيئاً فأبلغونا نحن نقوم به، لا حاجة لاقتحام المدن وإحراجنا ما دمنا مستعدين لتنفيذه بأنفسنا" إلى جانب أدوات متعددة ومتنوعة أصبح كي الوعي ممكناً.
وفي ذات الإطار يتبنى العدو معالجات للخارجين عن طوع وإرادة المردوعين كما يحصل من إجراءات محددة بحق قرية أو عائلة يخرج منها فدائي ينفذ عملية ضد هذا العدو لحماية والحفاظ على فاعلية الردع الجماعي.
السُراق لا ينجون إلى الأبد والمردوعون بمحض إرادتهم جماعياً قدرتهم الذاتية على التخلص من حالة الردع للأسف ضعيفة، لكن الصمت والسكون ليس قدراً، وقدرة الاحتلال لقتل الإرادة وروح القتال في كل نفوس الفلسطينيين معجزة لن تتحقق، وانتهاكات العدو الإجرامية لن تتوقف، مستمرة، ونحن على أبواب خطوة الضم الخطيرة المستفزة، تقديرات الاحتلال أن ردة الفعل الجماعية مقدور عليها نظراً لانطلاقها من العجز لاستيعاب الخارجين بأرواحهم وإرادتهم عن سياجها في ذروة حالة الغضب والاستفزاز.
فلا يتم إلا بلغتهم ومن خلال محاكاة سلوكهم حتى تبرد أعصابهم وتنطفئ حرقتهم، يضمن العاجز تسجيل موقف الرفض ويستوعب ردات فعل المتسرع المغامر من وجهة نظر العاجز، وينتظر أوهاماً قد لا تصل إلى الأبد أمام هذا الردع الجماعي في ساحة الفعل الاستفزازي المنتظر لكل الأرواح الوثابة، لكل الهمم العالية، لكل الذين يحملون السلاح، لكل الذين يؤمنون بفلسطين وما يمنعهم عنها إلا ظروف قاهرة، عليهم الانتباه، عليهم الاستعداد، من الآن وليس في لحظة لا يتسع الوقت لتحديد نقاط الضعف ومسارات الذهاب والإياب الآمنة والتواصل والاتصال الآمن والموثوق، فالعدو يملك بنك أهداف وخارطة سلوك ثابتة في حال الخروج عنها والاجتهاد خارجها من أعداد كبيرة يفقد قدرته على السيطرة وبسط خطط الوقاية الأمنية، فيتم الخروج من تحت تغطية الرادار وتحييد التفوق الذي نشأ بفضل الردع الجماعي، فتتحول من معركة مواجهة إمكانات يملك العدو فيها أفضلية إلى مواجهة إرادات ومواهب للمبادر الذي يملك اختيار المكان وتحديد الزمان أفضلية دون الاستعداد بصمت وسرية ننتصر لفلسطين ونغضب لها ندفع نفس الثمن دون أن نملك القدرة على الاستمرار دون أن يخسر عدونا ويدفع ثمن اعتداءاته.
فيا أيها الفلسطينيون احذروا واستعدوا..
واعلموا يقيناً أنه لا يحدث في ملك الله إلا ما أراد الله.