فلسطين أون لاين

​ما بعد اغتيال "فقها".. قواعد ومعادلات جديدة للصراع!

...
جانب من جنازة الشهيد مازن فقها - تصوير / ياسر فتحي
غزة - يحيى اليعقوبي

أمر مقلق لجيش الاحتلال الإسرائيلي أن كتائب القسام –الجناح العسكري لحركة حماس- لم تحرك ساكنًا بعد اغتيال القيادي فيها مازن فقها، الجمعة الماضية. فحسبما يرى خبراء أمنيون وعسكريون، كان الأسهل للاحتلال أن تطلق القسام عددًا من الصواريخ قد ينتج عنها حرب جديدة أفضل من أن تفكر الكتائب بعملية استخبارية ردًا على الاغتيال؛ لأن لها وقعًا وتأثيرًا نفسيًا ومعنويًا كبيرًا على الاحتلال.

ويؤكد الخبراء الذين تحدثوا لصحيفة "فلسطين"، أنه من الصعب أن تصمت القسام وألا يكون هناك رد، لأنها تدرك مغزى وأبعاد العملية، متوقعين أن يكون هناك دراسة هادئة للموقف، وأن يكون الرد موجعًا، إضافة إلى تحصين الجبهة الداخلية لملاحقة العملاء التي توجع هي أيضًا الاحتلال كإجراء مرحلي.

كما أكدوا ضرورة أن يكون هناك موقف موحد وقوي للرد على العدوان الإسرائيلي.

وحول تصريح وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، حينما سئل عن وعده السابق باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، خلال 48 ساعة من تسلمه منصب وزير الجيش، فأجاب: "حدثني عن هنية في نهاية فترة ولايتي في وزارة الجيش".

وقال الخبير العسكري واصف عريقات: إن تصريحات ليبرمان "عالية السقف وليس لها مكان للتنفيذ، وهي بهدف تحقيق مكسب شخصي"، مشيرًا إلى أن هناك محاولات لإزاحة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وأن أغلب استطلاعات الرأي تشير إلى أنه لم يعد له مكان.

ويقول عريقات وهو لواء متقاعد لصحيفة "فلسطين": إن "الصراع بين الشعب الفلسطيني و(إسرائيل) مفتوح بشكل دائم على مصراعيه"، موضحًا أنه كانت هناك حاجة إسرائيلية لتصفية الحساب مع فقها؛ لأن الصحافة العبرية تحدثت عن خطورته بالضفة الغربية والخارج وحول خلايا تنظيمية وعمليات استشهادية كان له ضلع فيها، ورسالة أخرى للأسرى المحررين.

وأضاف عريقات أن حكومة الاحتلال بحاجة لتصدير أزماتها للخارج، في ظل اتهام أجهزة أمن الاحتلال في تقرير مراقب الدولة بأنها قصرت في جمع المعلومات قبل العدوان على غزة صيف 2014.

وأشار عريقات إلى أن هناك مزيجًا من العوامل التي دفعت لتنفيذ جريمة الاغتيال، في ظل وجود قيادة جديدة لحماس بغزة، وتريد (إسرائيل) أن تحرجها وتضعها تحت الاختبار.

ورأى عريقات أن الأمر يحتاج إلى تصعيد محدود، خاصة أن هناك مؤتمر قمة عربيًا سيعقد في الأردن خلال الأيام القادمة، وهناك تطلعات إسرائيلية لمد جسور من التعاون مع الدول العربية.

من جانبه، قال خبير الأمن القومي الدكتور إبراهيم حبيب: إن الهدف من جريمة الاغتيال رسالتان، الأولى لقيادة المقاومة في غزة أن الاحتلال نجح في الوصول إليهم.

وأضاف حبيب لصحيفة "فلسطين"، أن "الرسالة الأخرى أن (إسرائيل) لا تريد تصعيدًا جديدًا بالطريقة التقليدية فهي تريد أن تستجلب رد حماس على اغتيال فقها، ومن ثم تبرر لنفسها أمام العالم هذا العمل وتبدأ عدوانًا جديدًا على غزة.

غير أنه أشار إلى أن المقاومة فهمت المعادلة، مشددًا على أن الرد الأمثل يجب أن يكون بنفس المستوى والقيمة على اغتيال فقها، من أجل إعادة التوزان الاستخباري القائم منذ عشر سنوات.

وأكد حبيب أن المقاومة تدرك هذه الحقيقة وأن عليها أن تضرب وتعيد التوازن الاستخباري الاستراتيجي من خلال اتجاهين، الأول: سرعة كشف خيوط الجريمة بكل تفصيلاتها والضرب بيد من حديد على عملاء الاحتلال ليكونوا عبرة لغيرهم، والثاني: تنفيذ المقاومة عملية استخبارية، وأن تغير قواعد اللعبة بألا تبقى حبيسة لغزة.

ويرى أن بيان القسام يحمل في طياته تهديدًا مبطنًا أن القواعد الاستخبارية لم تتوقف على غزة وقد تصل لمناطق أخرى تصل إليها يد المقاومة.