لم يخفِ الكيان الصهيوني وإعلامه وقنواته التلفزيونية نشوتهم وابتهاجهم بتسارع عملية التطبيع العربية، لا سيما ما نراه في هذه الأيام الإسلامية الجهادية المباركة وأيام النفحات الربانية في شهر الله المعظم من تطبيع خطير يستهدف الوعي والضمير العربيين..
فبعد الخطوات المتعجلة لأنظمة التطبيع العربي لتلبية رغبات نتنياهو كما شاهدنا سياسياً وإعلامياً ورياضياً واقتصادياً وحتى ثقافياً التي نشهد ذروتها في هذا الشهر، فلقد بدأ الشهر الفضيل بمسلسل أم هارون الذي جاء لخدمة الكيان وقيادته الفاسدة المفسدة وخدمة الرواية الصهيونية، وذلك بتزييف الحقائق والتاريخ وإدخال الرواية اليهودية قسراً إلى بيوت العرب وتضخيم معاناة اليهود وكأنه انتهت كل آلام العرب والمسلمين ولم يتبقَّ إلا ذلك.
وأضف على ذلك ما حملته وربما ستحمله بعض المشاهد المروجة للتطبيع والمادحة للكيان والذامة لفلسطين قضية وشعباً كما رأينا في مسلسل خليجي آخر.
يا لفرحة نتنياهو اليوم، فأذنابه من المطبعين والخونة يهدرون الأموال العربية وينتجون له ما يدعم الرواية الصهيونية الزائفة بمال وجهد ولسان عربي خالص.
يريد أولئك المحسوبون على جلدتنا إرضاء السيد الصهيوني متنكرين لإسلامهم وعروبتهم ولكل القيم والأخلاق التي لم يصلوا فيما يفعلونه حتى لأخلاق الجاهلية العربية، فخانوا وخذلوا ونصروا الظالم وساعدوا في الفساد والإفساد، ويعملون على إسلام رقبة المظلوم للظالم بتكبيله وتشويهه واعتقاله وتعذيبه حتى لا يسمع صوت أنينه فيزعج سيدهم، ولكنّ عزاءنا قول الحق تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ".