فلسطين أون لاين

في زمن "كورونا".. الأقصى ساحات بلا مصلين وفرحة غائبة

...
غزة- جمال غيث

غابت مظاهر البهجة عن المسجد الأقصى المبارك الذي خلا من المصلين في أول جمعة من شهر رمضان، سوى عدد قليل من الأئمة وموظفي دائرة الأوقاف الإسلامية؛ بسبب انتشار وباء "كورونا"، وإجراءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي المشددة. 

وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، على صفحتها في "فيسبوك"، أن المسجد الأقصى خلا من المصلين، وأنّ دور العبادة في مدينة القدس مغلقة بأمر سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لمنع انتشار فيروس كورونا.

ولم يتجاوز عدد المصلين 15 شخصًا من ضمنهم مدير المسجد، مقارنة بعشرات آلاف المسلمين في مثل هذا اليوم من كل سنة.

وأُغلق المسجد الأقصى كاملاً أمام المصلين، في 22 مارس/ آذار الماضي، تحسبًا لتفشي فيروس كورونا، ولا يسمح سوى للحراس وموظفي الأوقاف بالدخول.

وتعد هذه المرّة الأولى التي أغلق فيها المسجد الأقصى لهذه الفترة من الزمن، حيث أغلق قبل ذلك ليوم واحد، بعد إحراقه عام 1969.

كما أغلقته شرطة الاحتلال أكثر من مرة في السنوات الأخيرة، بحجج تنفيذ عمليات طعن وإطلاق نار قرب بواباته، ولكن لساعات أو يومين على الأكثر.

أجواء رمضانية

ووصفت المرابطة المقدسية زينة عمرو، قرار إغلاق المسجد الأقصى في شهر رمضان بالصعب، لكنه جاء حفاظاً على أهل المدينة المقدسة من الإصابة بالوباء.

وتشير عمرو لصحيفة "فلسطين"، إلى أنها تفتقد أجواء الشهر الفضيل في المسجد الأقصى، لكنها زينت منزلها وأعدت برفقة عائلتها برنامجا لحفظ ومراجعة القرآن الكريم.

ولا يختلف كثيرًا حال المقدسي عصام الشلودي،  الذي أعرب عن حزنه من خلو المسجد الأقصى من المصلين بسبب وباء "كورونا، داعيًا الله عز وجل أن يزول الوباء ويعاود الرباط في الأقصى.

ويقول لصحيفة "فلسطين": "إن أبناءه تمكنوا من تزيين المنزل بصور المسجد الأقصى؛ كي نبقى على تواصل معه ولإضفاء جو من البهجة في ظل الإغلاق والقيود والإجراءات المتخذة للوقاية من "كورونا".

ويضيف: "الوضع مؤلم هذا العام فلم نزين البلدة القديمة وأحياء القدس بسبب "كورونا"، فنتألم كل يوم وخاصة في رمضان لإغلاق المسجد الأقصى وما تشهده القدس لأننا اعتدنا على أجواء رمضان بداخله".

شوارع فارغة

ويقول المتخصص في شؤون القدس، زياد الحموري: "غابت المظاهر الرمضانية هذا العام التي تضيف البهجة إلى قلوب المقدسيين بالشهر الفضيل، حيث المسجد الأقصى مغلقًا ولا صلوات تقام فيه خشية تفشي وباء كورونا".

ويضيف الحموري لصحيفة "فلسطين" : "أصبح الأقصى وحيدًا سوى عدد قليل من الأئمة وموظفي دائرة الأوقاف الإسلامية، بعد أن كان يؤمه الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني بسبب جائحة كورونا.

ويشير إلى أن المصلين خلال توجههم إلى أداء صلاة التراويح وصلاة الجمعة كانوا ينعشون القدس ويخلقون مظاهر البهجة بحلول شهر رمضان، لكن أصبح الأقصى بفعل الوباء خاليا من المصلين.

وبين أن أهم ما كان يميز القدس كل عام هو زينتها وحضور آلاف المصلين لأداء صلاة التراويح والاعتكاف داخله ما كان يزعج الاحتلال، الذي كان يرى بأن تزايد أعداد المصلين سيفشل مخططاته العنصرية.

ولفت المتخصص في شؤون القدس، إلى أنه مع تمام الساعة السادسة مساء تخلو شوارع وأحياء القدس من المقدسيين ويبقى الأقصى وحيدًا بلا أحد سوى حراس المسجد.