فلسطين أون لاين

​"القدس بوابة السماء" دراما فلسطينية تحكي معاناة أهالي القدس اليومية!

...
جانب من تصوير مسلسل "القدس بوابة السماء"
خان يونس - ربيع أبو نقيرة

تعمل فضائية الأقصى التي تبث من قطاع غزة، على إنتاج مسلسل جديد يحكي للعالم المعاناة اليومية لسكان مدينة القدس المحتلة، بفعل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الممنهجة ضدهم.

المسلسل الجديد يحمل اسم "القدس.. بوابة السماء"، سيعرض على شاشة قناة الأقصى الفضائية وعدد من الفضائيات العربية خلال شهر رمضان المبارك.

وحرصت إدارة فضائية الأقصى على تمثيل معظم مشاهد المسلسل في إحدى حارات البلدة القديمة بالقدس المحتلة، الأمر الذي حذاها لبناء حي مشابه بالشكل لتلك الحارة على أرض خان يونس، جنوبي قطاع غزة.

جهود مضنية بذلتها الطواقم الفنية والممثلون، كما تَحَلُّو بتركيز عال ٍمن أجل الخروج بمشاهد ترسم ملامح المرحلة التي تمر بها مدينة القدس في ظل محاولات الاحتلال تهويدها وكسر إرادة سكانها.

شريحة المجنون

الفنان علي نسمان (32 عامًا) صاحب شخصية "شريحة" في المسلسل والذي تقمص دور شاب مقدسي فقد عقله جراء التعذيب في سجون الاحتلال، لكنه لم ينسَ القدس وحواريها وشوارعها، "جعلوه إنسانا مجنونا لكنه جننهم".

وقال نسمان في حديثه لصحيفة "فلسطين" التي زارت مكان التصوير: "عملنا بمثابة إمداد أهل القدس بالزيت لتسرج مصابيحهم، سيما أننا لا نستطيع مساعدتهم بشكل فعلي على الأرض"، لافتًا إلى أن العمل ضخم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

وتابع: "لدينا نواة لإنشاء مدينة انتاج إعلامي، ولأول مرة في فلسطين أصبح لدينا مكان خاص بالتمثيل، مبني ومجهز ومهيأ لأعمال التمثيل والدراما".

وأضاف: "نحاول إيصال رسالة ومعاناة أهل القدس للخارج، سيما أنهم لا يستطيعون فعل شيء ولا حتى التعبير عن واقعهم بتنظيم مسيرة، جراء الاعتقالات والمضايقات والإجراءات الصعبة بحقهم بشكل يومي".

وحول دوره في المسلسل أوضح نسمان أنه يريد أن يوصل رسالة مفادها أن شريحة من الناس تعرضوا للتعذيب على أيدي الاحتلال وغابت عقولهم، لكن القدس لم تغب عنهم وعن تفكيرهم وقلوبهم.

وقال: "أنا محروم من رؤية القدس لكنني أراها اليوم في دوري التمثيلي وفي هذا المكان، كوني أمشي في شوارع مشابهة لشوارع القدس"، مضيفًا: "هناك طموحات كثيرة نريد أن نصل إليها وأحلام نريد أن نحققها تتحطم على بوابات المعابر وأسوار الحصار، الذي يحاول إخراس غزة".

وأشار نسمان إلى أن المسلسل سيعرض على شاشة الأقصى، وقنوات أردنية ومصرية وتونسية، كما أن هناك أمرا لافتا وهو ترجمة المسلسلات التي تم إنتاجها للغة التركية.

بدوره، أوضح الفنان أسامة أبو شعبان صاحب شخصية "ربيع"، وهو صاحب مقهى في البلدة القديمة، أن دوره في المسلسل يتمثل بوقوفه مع كبار البلدة والأهالي أمام همجية الاحتلال، ومحاولة تثبيت الناس أمام مغريات الاحتلال للتخلي عن أراضيهم وبيع بيوتها.

وعد مشاركته في المسلسل أكبر عمل تميز به، قائلاً: "العمل يستمر منذ فجر اليوم حتى ساعات متأخرة من الليل".

من ناحيتها، أوضحت الفنانة رائدة أبو دية، صاحبة شخصية المرابطة "أم إسماعيل" أنها والممثلين لا يتقمصون أدوارا جديدة عليهم، كونهم يعيشون المعاناة، قائلة: "ما نقوم به هو تجسيد المعاناة على هيئة مسلسل درامي".

وطني وحدوي بامتياز

وأوضح مخرج المسلسل ومدير دائرة الانتاج في قناة الأقصى الفضائية زهير الافرنجي، أن المسلسل وطني فلسطيني وحدوي بامتياز تمَّ انتاجه داخل حدود قطاع غزة بإمكانيات فلسطينية خالصة على صعيد الممثلين والطاقم الفني والانتاج الفني.

ولفت إلى أن المسلسل يسلط الضوء على معاناة المواطنين المقدسيين على أيدي قطعان المستوطنين وشرطة الاحتلال، ومحاولة سلب بيوتهم وتهويد المدينة المقدسة.

وقال الإفرنجي: "كذلك يسلط الضوء على شموخ وعزة المواطن المقدسي وحجم تضحيته وثباته في وجه الحملات الشرسة والمنتظمة والمستمرة من قبل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية لدى الاحتلال".

وأشار إلى أن أحداث المسلسل تدور داخل حي من أحياء البلدة القديمة في مدينة القدس وهو الحي المجاور لسوق وباب السلسلة، قائلاً: "للسنة السادسة ننتج مسلسلا متكاملا لكن هذه المرة الأولى التي نتجه فيها فعليًا نحو صناعة الدراما بإنشاء مدينة انتاج إعلامي داخل حدود قطاع غزة المحاصر".

ولفت إلى أن صبغة البلدة القديمة موجود بدرجة كبيرة في الحي بما يتناسب مع سيناريو المسلسل والتمثيل، مشيرًا إلى أنه في المسلسلات الماضية كان التصوير يتمّ في المخيمات والحواري والأزقة الأمر الذي سبب مشاكل عديدة أبرزها الضوضاء وتجمهر المواطنين.

واستغرق تنفيذ مشروع المدينة الإعلامية ومراحل كتابة السيناريو والإنتاج نحو عام، وفق الافرنجي الذي أوضح أن البداية في كل الأصعدة كانت من نقطة صفر.

وقال: "واجهتنا معيقات جمة، أبرزها التسويق، سيما أن مثل هذه الأعمال الملتزمة والمنضبطة والوحدوية والمقاومة، يعتبرونها تحريضية ولا تتناسب مع سياسات الشرق الأوسط"، آملاً أن تراجع الشركات سياساتها وتتبنى أعمالا تدعم صمود الشعب الفلسطيني.

دراما مقاومة

وفي السياق، قال مدير قناة الأقصى الفضائية محمد ثريا: "سنطل على المشاهد العربي بمسلسل بوابة السماء، من حواري القدس بمشاهد حقيقية وطابع فلسطيني مقاوم"، لافتا إلى أن الهدف من المسلسل تسليط الضوء على معاناة أهالي القدس من تشريد واعتقال وشبح وإخراج من البيوت وسرقة الوثائق وتزوير الحقائق.

وتابع "سنسلط الضوء على المرابطين والمرابطات وكيف تمنع النساء من دخول المسجد الأقصى والمضايقات ضد البائعين في الأزقة والأسواق، هذا كله سيجده المشاهد الفلسطيني والمشاهد العربي لوحة فنية نحو دراما فلسطينية مقاومة".

وأضاف ثريا: "نعمل بجهد المقل، لذلك نحن بحاجة إلى كل داعم عربي وصاحب نخوة، لنستطيع الوصول للمشاهد العربي بحلة فلسطينية مقاومة في ظل الحصار الإسرائيلي الذي منع تطوير كثير من الأمور".

وتطمح قناة الأقصى الفضائية إلى إنشاء أحياء أخرى ومشروع يجسد المسجد الأقصى المبارك وباحاته وقبة الصخرة، وفق ثريا الذي أوضح أن الحي المنشأ سيكون نواة أعمال كبيرة قادمة.