فلسطين أون لاين

هكذا يستعد المواطنون في الحجر الصحي لقضاء شهر رمضان

...
غزة- محمد أبو شحمة

لم يَدُر في خلد المواطن عاطف القريناوي أن يقضي أول أيام شهر رمضان المبارك بعيدًا عن أسرته، لوجوده في مركز الحجر الصحي الإلزامي، ضمن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الجهات المسؤولة في قطاع غزة لمواجهة فيروس "كورونا".

وسيمضي "القريناوي" إلى جانب المئات من المواطنين العائدين إلى قطاع غزة قرابة الـ15 يوماً من شهر رمضان المبارك داخل مراكز الحجر الصحي، التزاماً بقرارات وزارة الصحة، قبل أن يعودوا إلى منازلهم بعد التأكد من سلامتهم، وعدم إصابتهم بفيروس "كورونا".

ويقول القريناوي الموجود في الحجر شمال قطاع غزة، في حديث عبر الهاتف لـ"فلسطين": "من الصعب على أيّ رب أسرة أن يقضي أيام شهر رمضان الأولى بعيداً عن أبنائه وخارج بيته، فذلك شيء حزين وشعور لا يوصف ألا نكون بجانبهم في هذه الأيام التي ينتظرها الجميع من العام للعام.

ويضيف: "في الحجر الصحي بدأنا الاستعدادات لشهر رمضان من خلال وضع زينة شهر الصيام، من إضاءة، وفوانيس، ولكن هذه الأجواء مختلفة تماماً عن وجود العائلة".

ويتابع: كل عام قبل أيام من شهر رمضان، أقوم بشراء جميع متطلبات العائلة للشهر الفضيل، من طعام السحور، وتجهيز متطلبات الإفطار، من أطعمة، وعصائر، بالإضافة لشراء فوانيس لأطفالي، ولكن هذا العام لن يتم ذلك.

ويبدى "القريناوي" تفهمه لوجوده داخل الحجر الصحي، بالرغم من أنه سيقضي غالبية الشهر داخله، خاصة أنه يأتي حفاظاً على سلامته وحماية لعائلته والمجتمع.

ولا يختلف حال المواطن عبد أبو الخير الذي لم يمضِ طيلة حياته أي يوم من شهر رمضان المبارك خارج منزله، وفق ما ذكر لـ"فلسطين".

ويقول أبو الخير: الظروف والإجراءات الصحية قضت أن نقضي معظم شهر الصيام داخل الحجر الصحي، بعيداً عن الأهل والأحباب، وأن نتناول الإفطار ووجبة السحور من دون الأهل".

ويضيف: "هناك حالة من الحزن على جميع من يتواجد معنا في الحجر، ولكن نعلم أن وجودنا هنا للتأكد من عدم إصابتنا بفيروس كورونا، وسنعمل على التأقلم خلال أيام شهر رمضان داخل الحجر الصحي".

وذكر أنه بدأ وآخرين بالعمل على تجهيز جدول لتوزيع أوقاتهم خلال شهر رمضان، بدءًا من مواعيد الصلاة وتحديد مكان لتأديتها، مشيرًا إلى أن القائمين على الحجر قاموا بتوزيع مصاحف وسجادات صلاة عليهم وكذلك كتيبات لأذكار الصباح والمساء.

كذلك، يقول المواطن محمود عمر لـ"فلسطين": "يجب أن نُكيّف أنفسنا مع الحجر الصحي الذي سنعيش فيه 21 يوماً من بينها نصف شهر رمضان".

وأضاف: "وفرت الجهات المسؤولة جميع المتطلبات التي نريدها في الحجر، ويمكن القول إنه يتواجد بعض الأشياء غير المتوفرة في بيوتنا، ولكن ما نفتقده هو اجتماع الأولاد على سفرة واحدة عند الإفطار".

ويوضح عمر أن أيامًا صعبة في انتظاره خلال شهر رمضان بسبب ابتعاده عن أهله وأرحامه طيلة فترة تواجده داخل الحجر الصحي.