عادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى التحريض ضد قادة المقاومة في قطاع غزة والخارج.
ونشرت الصحيفة في عددها الصادر، أمس، صوراً للقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، ورئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، وعضو المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، والشهيد مازن فقها واضعة دائرة حمراء عليه في إشارة إلى تصفيته واغتياله.
كما وضعت صورة للأسير المحرر عبد الرحمن غنيمات المبعد إلى قطاع غزة والذي تتهمه (إسرائيل) بالعمل برفقة الشهيد "فقها" على تنشيط خلايا المقاومة بالضفة المحتلة بدعم من العاروري بقطر.
وقالت الصحيفة: "هكذا يعمل مكتب الضفة الغربية من غزة وقطر عن بعد"، وادعت أن صالح العاروري رئيس مكتب الضفة في حماس وهو المسؤول عن توجيه العمليات في الضفة ومتواجد حاليا في قطر، بينما مازن فقها كان يدير مع عبد الرحمن غنيمات مكتب الضفة من غزة وتحت يدهم يعمل مسؤولو المناطق.
وأضافت: "هؤلاء الذين يديرون خلايا المقاومة في الضفة"، فيما حاولت على موقعها الالكتروني تبرئة مخابرات الاحتلال من جريمة اغتيال الشهيد مازن فقها أسفل منزله بغزة.
سياسة متبعة
وذهب المحلل السياسي د. وليد المدلل، إلى أن تحريض الاحتلال ضد المقاومة التي يناصبها العداء، "سياسة متبعة وأمر بديهي".
وقال المدلل لصحيفة "فلسطين": "لكن التحريض في الوقت الحالي عبر المنصات والأبواق الإعلامية الصهيونية ضد رموز المقاومة، هو خدمة للاحتلال بعد قيامه بعملية اغتيال جبانة"، مشيرا إلى أن الاحتلال من وراء التحريض "يريد أن يغطي على جريمته، خصوصا أن الصحيفة المذكورة توجهاتها قريبة من المستوى الرسمي الإسرائيلي".
وتابع: "الاحتلال يحاول أن يغطي على ما حدث في إطار التساوق بين السياسة الرسمية والسياسة الإعلامية لديه".
ماكنة مستمرة
بدوره، أوضح المحلل السياسي محمد أبو هربيد، أن التحريض الإسرائيلي يتعلق بصراع الروايات وليس معنى ذلك تبني الاحتلال لعملية الاغتيال بحق الشهيد مازن فقها، ويمكن اعتباره تحريضا أو تسويقا وفق رؤية كل طرف.
وأشار أبو هربيد لصحيفة "فلسطين" أن إعلام الاحتلال مع كل عملية اغتيال صامتة، يشعر المتابع أنه وراء العملية، قائلا: "لكن ذلك يعني تبني العملية، بقدر ما هو جزء من الحرب النفسية التي تهدف لطمأنة الشارع الإسرائيلي".
ولفت إلى أنه "مع كل عملية اغتيال تبدأ الماكنة الإعلامية الإسرائيلية الحديث عن أشياء تبدو أنها أسرار، لكن في واقع الحال يريدون خدمة العمل الأمني الإسرائيلي سواء أنجزوه أو يريدون إنجازه في المستقبل".
فيما أوضح أستاذ الإعلام في جامعة بير زيت، الدكتور نشأت الأقطش، أن الاحتلال لم يتوقف عن التحريض سابقا ولن يتوقف لاحقا، قائلا: "(إسرائيل) دائما تسعى لخلق عدو، وهي دائما تصدر أزماتها الداخلية إلى الخارج من خلال الإشارة إلى الأعداء الخارجيين".
ولفت الأقطش لصحيفة "فلسطين" إلى أن اغتيال قادة حماس ليس جديدا على الاحتلال وهو أمر مستمر منذ نحو عقدين من الزمن، مشيرا إلى أن سياسة الاغتيالات والتحريض المصاحب لها تأتي في إطار خطة ونهج يسير عليه الاحتلال بهدف إشعار الجمهور الإسرائيلي أن حكومتهم تفعل شيئا.
وقال الأقطش: "كما يحاول الاحتلال إعادة الردع الذي تهشم في الحروب الثلاثة الماضية على قطاع غزة .. (إسرائيل) اليوم تبحث عن مخرج لأزماتها الداخلية بتصديرها إلى غزة، وهذا يضعنا أمام توقعات بإشعال حرب قريبة على قطاع غزة".
وتابع: "وضع نتنياهو المتردي داخليا، يضع غزة أمام الاستعداد لحرب جديدة متوقعة في أي لحظة"، منوها إلى أن خروقات الاحتلال للتهدئة في غزة والتحريض المستمر عليها وعلى قادة المقاومة يهدف لأمور عديدة أهمها إبقاء الفلسطينيين في حالة توتر مستمرة.