فلسطين أون لاين

صندوق "وقفة عز" لمواجهة كورونا.. غزة خارج حسابات السلطة!

...
غزة- محمد أبو شحمة

مجددا تتجاهل السلطة في رام الله قطاعَ غزة المحاصر، وتحرمه من المساعدات الدولية والمحلية المقدمة في ظل جائحة فيروس "كورونا"، وتتركه "وحيداً" يواجه هذا الوباء القاتل الذي انهارت أمامه أنظمة صحية عالمية.

وأظهرت السلطة هذه المرة تهميشها غزةَ من خلال تعيين أعضاء مجلس إدارة صندوق "وقفة عز" من الضفة الغربية، باستثناء عضو واحد من غزة، لمواجهة آثار فيروس "كورونا".

السلطة أنشأت هذا الصندوق في الثاني من الشهر الجاري، بهدف جمع التبرعات والدعم المالي من القطاع الخاص والمجتمع الفلسطيني، خلال حالة الطوارئ التي أعلن عنها عقب اكتشاف إصابات بـ"كورونا" داخل الضفة الغربية، وتحديدا في مارس.

ويدير الصندوق رجال أعمال من القطاع الخاص، ويركز في تبرعاته على دعم العائلات المحتاجة والمتضررة من "كورونا" عن طريق وزارة التنمية الاجتماعية، إضافة إلى دعم القطاع الصحي عن طريق وزارة الصحة.

استثناء غزة

وقال المختص الاقتصادي أسامة نوفل إن عدم وجود شخصيات من غزة في مجلس إدارة "وقفة عز" دليل على أن غزة لن تشملها المساعدات المالية التي يجمعها الصندوق لصالح المتضررين من جراء "كورونا"، سواء العمال أو القطاعات الاقتصادية الأخرى.

وأضاف نوفل خلال حديثه لصحيفة "فلسطين": من الواضح أن أموال الصندوق التي ستجمع سيتم توزيعها فقط في الضفة الغربية ولن تشمل غزة.

وعدّ ذلك مشكلة خطيرة تتشابه مع تهميش السلطة غزةَ من المساعدات الدولية التي أرسلت لها لمواجهة "كورونا".

وأضاف نوفل: "السلطة تنفق على الضفة الغربية منذ بداية الأزمة على حساب قطاع غزة، ولأول مرة يتم حجب المساعدات عن جزء من الأراضي الفلسطينية في المحن والكوارث".

وشدد على أن المطلوب هو التدخل لتوفير مستلزمات الأمن الغذائي، وإمداد القطاع الصحي بغزة بجميع المستلزمات الطبية، مؤكدا أنه يجب على الشركات الكبرى العاملة في القطاع كالبنوك أو شركات الاتصالات التي تبرعت لـ"وقفة عز" أن تشترط وصول تلك الأموال لجميع المناطق الفلسطينية.

أضرار بالغة

بدوره أكد المختص الاقتصادي د. معين رجب أن عدم شمول أبناء غزة ضمن مجلس إدارة "وقفة عز" لمواجهة "كورونا"، سيعكس أضرارا بالغة الخطورة على غزة.

وقال رجب لصحيفة "فلسطين: عدم وجود أبناء غزة في "وقفة عز" دليل على "أننا أقرب للانفصال، لذلك من حق غزة أن يقدم لها الدعم الكافي لمواجهة جائحة كورونا".

ورأى أنه في حال لم يتم توفير الدعم اللازم لغزة لمواجهة فيروس "كورونا"، فسيكون أمامها تهديدات خطيرة، داعيا إلى تضافر الجهود من أجل أن تكون سداً منيعاً في مواجهة الأخطار المحدقة بها.