وافقت اليوم الذكرى الـ46 ليوم الأسير الفلسطيني الذي يمثل يوم تضامن مع الأسرى الفلسطينيين أقره المجلس الوطني الفلسطيني في 17 نيسان/إبريل 1974 ليكون يومًا وطنيًا وفاءً للأسرى الفلسطينيين وتضحياتهم باعتباره يومًا لشحذ الهمم وتوحيد الجهود لنصرتهم ومساندتهم ودعم حقهم في الحرية ولتكريمهم وللوقوف بجانبهم وبجانب عوائلهم، لكن الخشية أن اليوم الذي أُريد منه أن يصبح محطة لتكثيف الجهود ذكرى لإحياء ذكراهم في الإعلام في يوم دون باقي أيام العام.
وهذا اليوم الذي نعتاده يصبح ذكرى باردة لا تعني في معادلة الصراع مع المحتل الذي يعتمد على الزج بالأسرى عقودًا خلف القضبان وسيلة للردع وتكريس الاحتلال.
عندما نحيي هذا اليوم في الذكرى الـ46 ونستذكر القامات والهامات التي طوت في السجون أربعة عقود متواصلة بعد الإعلان عن يومهم بستة أعوام، وما زالت لا ترى الشمس في ظلمة السجن وتحت سياط الجلاد وقمع وقهر الاحتلال تكون الخشية في مكانها والتخوفات حقيقية من عدم اعتماد تحرير الأسرى كاستراتيجية ثابتة لكل الفصائل الفلسطينية نظرًا لأن الأسرى يمثلون إرادة الثورة وانعكاس لجهدها وزخم نضالها.
لقد انتهت هذا اليوم الاحتفالات والتغطيات الإعلامية واللقاءات التلفزيونية والكل عاد من حيث أتى، وبقي الأسير في الأسر على أمل اللقاء في 17 نيسان/إبريل 2021 ليتكرر المشهد وتتردد الكلمات وتُنشر نفس البيانات والخطابات.
إنَّ تبريرَ التقاعس تجاه الأسرى وعدمَ بذل الجهد من خلال أسر الجنود للضغط على العدو على أساس أن لدى المقاومة أسرى صهاينة هروبٌ من المسؤولية وتخلٍّ عن الواجب.