فلسطين أون لاين

وتقف على أطلال بطولاته

​طوباس تودع روح شهيدها المبعد لغزة فقها

...
صورة أرشيفية لجانب من مسيرة التشييع الرمزية للشهي مازن فقها في طوباس (أ ف ب)
طوباس - خاص "فلسطين"

دقائق فقط كانت بين الإعلان عن اغتيال الأسير القسامي المبعد لغزة مازن فقها، وبين تحول منزله بل وبلدة طوباس إلى قبلة لكل من لقي وعرف الشهيد، في مشهدٍ جماهيري غاضب وتعاطف مع عائلته.

ولعل تاريخ الشهيد وماضيه وبطولاته جعلته يحتل مكانة في قلوب كل من عرفه قبل أن يحتل الصدارة في كل وسائل الإعلام التي هي الأخرى تداعت وبسرعة إلى منزل ذويه في البلدة.

ورغم غياب جثمان الشهيد عن مسقط رأسه إلا أن هذا لم يمنع الآلاف من أبناء مدينة طوباس وجنين والمدن الأخرى الخروج في مسيرة تشييع رمزية وجماهيرية ضخمة جابت شوارع المدينة انطلاقا من منزل ذويه هناك حيث عاش وتربى.

وهتفت الجماهير التي شاركت في المسيرة ورفعت الأعلام الفلسطينية للشهيد، وطالبت فصائل المقاومة وعلى رأسها حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام بالرد على جريمة الاغتيال.

وهناك في ديوان العائلة في المدينة تم افتتاح بيت للعزاء واستقبال المهنئين باستشهاد الشهيد، حيث قصده المئات في اليوم الأول واقفين على أطلال الذكريات والبطولات التي تمت بصمت.

وانبرت أغلب الفصائل الفلسطينية في بلدة طوباس هي الأخرى بنعي الشهيد عبر مكبرات الصوت في المساجد، ومجدت الشهيد وتحدثت عن مناقبه وطالبت بالرد على جريمة اغتياله بكل الوسائل.

الشاب عماد دواس أحد سكان الحي الذي عاش فيه الشهيد فقها، أكد أن الشهيد فاجأ الجميع في شهادته كما فاجأهم في بطولاته، وتابع خلال حديثه لـ"فلسطين": "لا زلت أذكر لحظة اعتقاله، لم أسمع من أحد من سكان الحي إلا كلمات الاستغراب والتعجب: مازن! مازن!، لم يصدق أحد أن هذا الشاب الصامت شديد الحياء ابن الحي الذي نسكنه كان وراء عملية فدائية كبيرة هزت أركان دولة الاحتلال ومنظومته الأمنية، وحتى الآن هناك من لا يصدق هذا".

وأكمل: "الآن نفس المشهد يتكرر، مازن يرتقي شهيدا ولكن بصمت شديد، وسكان الحي لا يصدقون ويكررون نفس العبارات: مازن! مازن!، فلقد كان الصمت سلاح مازن، عمل بصمت ورحل بصمت، فطوبى للصامتين وطوبى للشهداء".

أما الشاب محمد صوافطة والذي كانت تربطه مع مازن علاقة صداقة كونه ابن المسجد الذي تربيا فيه قال: "لا يمكن أن أصف مازن إلا بالمجاهد الصامت والداعية والقدوة الذي أثبت للجميع أن العمل هو الكفيل وحده بتصديق النوايا، فقد كان رحمه الله قدوة للجميع عندما أثبت إخلاصه في ميادين الجهاد والمقاومة وفجر مفاجأة عمله في المقاومة، واليوم وعلى حين غرة يثبت لنا أن التضحية هي ديدن هذا الرجل وعائلته التي ذاقت مرارة السجن والمطاردة والإبعاد، واليوم الاستشهاد".