فلسطين أون لاين

صدّق عليه رئيس السلطة

صندوق "وقفة عز" لمواجهة آثار "كورونا" .. لماذا غزة خارج الحسابات؟

...
غزة _ محمد أبو شحمة:

مجددا، تتجاهل السلطة الفلسطينية قطاع غزة المحاصر وتحرمه من المساعدات الدولية والمحلية المقدمة في ظل جائحة فيروس "كورونا"، وتركه وحيدا يواجه هذا الوباء القاتل الذي انهارت أمامه أنظمة صحية عالمية.

وأظهرت السلطة هذه المرة تهميشها لغزة من خلال تعيين جميع أعضاء مجلس إدارة صندوق "وقفة عز" وجميعهم من الضفة الغربية المحتلة، لمواجهة آثار وتداعيات فيروس "كورونا" من الضفة الغربية باستثناء شخصية واحدة من غزة.

وأنشأت السلطة وحكومتها في الضفة الغربية، هذا الصندوق وتحديدا يوم 2 إبريل 2020، بهدف جمع التبرعات والدعم المالي من القطاع الخاص والمجتمع الفلسطيني، خلال حالة الطوارئ التي أعلن عنها عقب اكتشاف إصابات بـ"كورونا" داخل الضفة الغربية المحتلة، وتحديدا في مارس/ آذار الماضي.

ويدير الصندوق رجال أعمال من القطاع الخاص الفلسطيني، ويركز في تبرعاته على دعم العائلات المحتاجة والمتضررة من أزمة "كورونا" عن طريق وزارة التنمية الاجتماعية، إضافة إلى دعم القطاع الصحي عن طريق وزارة الصحة الفلسطينية.

استثناء لغزة

وأكد المختص الاقتصادي أسامة نوفل أن عدم وجود شخصيات من غزة في مجلس إدارة "وقفة عز" دليل أن غزة لن تشملها المساعدات المالية التي يجمعها الصندوق لصالح المتضررين جراء فيروس "كورونا"، سواء العمال أو القطاعات الاقتصادية الأخرى.

وقال نوفل لصحيفة "فلسطين" إنه من الواضح أن أموال الصندوق والتبرعات التي سيتم جمعها سيتم توزيعها فقط في الضفة الغربية ولن تشمل غزة.

وعدّ ذلك مشكلة خطيرة تتشابه مع تهميش السلطة لغزة من المساعدات الدولية التي أرسلت لها لمواجهة جائحة "كورونا".

وأضاف نوفل: "السلطة تقوم بالإنفاق على الضفة الغربية منذ بداية الأزمة على حساب قطاع غزة، ولأول مرة يتم حجب المساعدات عن جزء من الأراضي الفلسطينية في المحن والكوارث".

وشدد على أن المطلوب هو التدخل لتوفير مستلزمات الأمن الغذائي، وإمداد القطاع الصحي بغزة بجميع المستلزمات الطبية، مؤكدا أنه يتوجب على الشركات الكبرى العاملة في القطاع كالبنوك أو شركات الاتصالات والتي تبرعت لـ"وقفة عز" أن تشترط وصول تلك الأموال لجميع المناطق الفلسطينية.

ولفت نوفل إلى أن الصندوق يستهدف جمع 35 مليون دولار أمريكي لكن إجمالي ما جمعه فقط 9 ملايين شيقل، وهو أمر سيضع السلطة في مأزق حول توفير الدعم لـ140 ألف عامل جلسوا في بيوتهم بسبب جائحة فيروس "كورونا" إضافة إلى قطاع الإنشاءات والمصانع وغيرها.

أضرار بالغة

وأكد المختص الاقتصادي معين رجب أن عدم شمول أبناء غزة ضمن مجلس إدارة صندوق "وقفة عز" لمواجهة "كورونا"، أنه أحد آثار الانقسام السياسي، لافتا إلى أن ذلك سيعكس أضرارا بالغة الخطورة على غزة.

وقال رجب لصحيفة "فلسطين: إن عدم وجود أبناء غزة في صندوق "وقفة عز" دليل "أننا أقرب للانفصال، لذلك من حق غزة أن يقدم لها الدعم الكافي لمواجهة جائحة كورونا".

ورأى رجب أنه في حال لم يتم توفير الدعم اللازم لغزة لمواجهة فيروس "كورونا"، فسيكون أمامها تهديدات خطيرة، داعيا إلى تضافر الجهود من أجل أن تكون سداً منيعاً في مواجهة الأخطار المحدقة بها.