بعد فشل جهود الوحدة بين بيني غانتس زعيم حزب أزرق-أبيض وبنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود، تتراوح خياراتهما بين القفز عما تبقى من خلافاتهما، وتشكيل الحكومة، أو الذهاب إلى انتخابات رابعة، مع أن أمام إسرائيل 22 يوما فقط لمنع تحقق هذا السيناريو غير المرغوب.
شهدت الفترة الماضية تطورات خطيرة ولافتة بدأت بخذلان غانتس لشركائه السابقين، وتراجع بعض أعضاء الكنيست عن مواقفهم السابقة، والانشقاقات في كتلة اليسار، ومن يعلم، فربما يحصل شيء لم يتخيله أحد، مع العلم أن رئيس دولة الاحتلال رؤوفين ريفلين رفض هذه المرة دخول اللعبة السياسية التي تشهدها (إسرائيل)، حين رفض طلب غانتس تمديد فترة تكليفه بتشكيل الحكومة.
رغم الضغوط التي تعرض لها من الجانبين، لكنه اتخذ قرارا واضحا بأنه لن يلعب لصالح أي منهما، وجاء رده الصارم لنتنياهو وغانتس: أمامكما 21 يوما لتشكيل الحكومة من اللحظة التي يعاد فيها كتاب التكليف للكنيست.
الجديد أن أي عضو كنيست سيكون قادرا على تشكيل الحكومة إن استطاع تحشيد 61 عضوا ليحصل على ثقتهم، ويعلن حكومته، وبالتالي سيكون بإمكان أحدهما أو الاثنين معاً، غانتس ونتنياهو، أن يعلنا تشكيل الحكومة، إما انفراديًّا أو بصورة جماعية، ليس هما فقط، بل إن خطوة ريفلين تعني أن أي عضو كنيست سيكون قادرا على إقناع 61 من زملائه فسيكون بإمكانه أن يقدم حكومته أمام رئيس الدولة.
الـ22 يوما فترة زمنية كافية لتحقيق الهدف، وقد يعيد نتنياهو وغانتس التقارب من جديد، والتوقيع على إعلان الحكومة، على اعتبار أن باقي البدائل الأخرى سيئة بالنسبة لهما، ومن يعلم! فقد يستغل غانتس هذه الفترة الزمنية المتبقية بالعودة لحلفائه السابقين يائير لابيد زعيم حزب "يوجد مستقبل" وأفيغدور ليبرمان زعيم حزب "يسرائيل بيتنا"، وربما القائمة المشتركة، وبناء شيء على أنقاض الخراب الذي لم يتحقق مع نتنياهو.
مثل هذا السيناريو لن يمر بصورة أحادية، بل سيسبقه إخلاء غانتس لموقعه الحالي وهو رئيس الكنيست، وانتخاب رئيس جديد بدلا منه، لكن حلفاءه السابقين يائير لابيد وموشيه يعلون يرون فيه كمن خان مبادئه، ومطلوب منه الإثبات أكثر من المرة السابقة أنه يستحق ثقتهم، لأنه فرط في حقهم بتشكيل الحكومة، ولجأ لنتنياهو، مما سيتطلب منه تقديم المزيد من التنازلات لهم.
الرهان الكبير يبقى على حزب العمل وقادته، الذين خسروا الكل، وليس لديهم ما يخسرونه، مع بقاء احتمال أخير يتمثل في قدرة أي عضو كنيست على تحصيل 61 توقيعًا، وهذا سيناريو ضعيف، لكنه قائم، رغم أنه جُرِّب في جولات انتخابية سابقة، دون نجاح.