فلسطين أون لاين

​بعد سنوات من العمل والجهد المتواصل

"الهلال الإماراتي" يُعتمد كـ"مستشفى صديق للطفل"

...
صورة أرشيفية لمستشفى الهلال الإماراتي
رفح - ربيع أبو نقيرة

حصل مستشفى الهلال الإماراتي بمحافظة رفح جنوبي قطاع غزة، على شهادة "مستشفى صديق للطفل"، بعد الخضوع للتقييم اللازم من قبل منظمتي الصحة العالمية والأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، وتحت إشراف وزارة الصحة الفلسطينية، بعد نحو أربع سنوات من العمل والجهد المتواصل في تشجيع الرضاعة الطبيعية ودعمها.

وتعد شهادة "المستشفى صديق الطفل" بمثابة اعتماد دولي أطلقته المنظمتان من أجل تشجيع المستشفيات على تبني سياسة الخطوات العشر لإنجاح الرضاعة الطبيعية.

مدير تمريض مستشفى الهلال الإماراتي د. صالح الهمص، أوضح أن الاعتماد على مستوى العالم أعدته منظمة اليونيسف ضمن مفهوم مستشفى صديق للطفل، وقال لـ"فلسطين": "المفهوم يتضمن تشجيع الرضاعة الطبيعية بعيداً عن المحفزات الصناعية التي تعطى للطفل خلال وجوده في المستشفى".

ولفت في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أنه تتم متابعة حالة الرضيع بعد خروجه من المستشفى عبر الرعاية الأولية على الأقل لمدة ستة أشهر كونها الأكثر الحيوية للطفل فيما يتعلق بعملية النمو.

وأشار الهمص إلى أن التجربة مثيرة ومفيدة كونها امتدت لعدة سنوات، قائلًا: "تكريم اليونيسف ليس وليد اللحظة، خاصة أن الفكرة بدأت عام 2012 عندما اختارت اليونيسف ووزارة الصحة الفلسطينية مستشفى الهلال ليتم تطبيق مبادرة مستشفى صديق للطفل فيه".

وتابع: "بدأ الأمر بتكوين طاقم مدربين، الغرض منه تدريب طواقم المستشفى على بعض المفاهيم والمعارف المتعلقة بالرضاعة الطبيعية والصعوبات التي تواجه الأم والطفل خلال عملية الرضاعة، والقيام بدور إرشادي للأم".

وذكر الهمص أن إحدى العقبات التي واجهتهم في هذا الأمر، المفاهيم التقليدية التي تسوقها بعض شركات إنتاج الحليب الصناعي، من أن الرضاعة الصناعية بعد الولادة القيصرية، تمنح للطفل صحة أكثر.

وشكر الطواقم "المميزة والمبدعة والحيوية"، سواء طبية أو تمريضية أو إدارية أو الأخوات في شركة النظافة، على جهودهم التي أقرت الاعتماد، قائلًا: "لدينا قصص نجاح كبيرة في التعامل مع بعض الحالات الصعبة"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الأم الفلسطينية واعية ومثقفة لذلك ساعدتنا في تخطي الصعوبات.

وقال الهمص: "تعرض بعض العاملين للإغراءات من شركات توريد الحليب، لكن التزام الطواقم بسياسة المستشفى كان عاملا مهمًا في نجاحنا"، شاكرا دعم وزارة الصحة واليونيسف.

أكبر المعيقات

بدورها، أوضحت رئيس قسم غرف الولادة رهيفة الحيلة، أن الرضاعة الطبيعية تقوي العلاقة بين الأم والطفل وتضمن خلوه من الأمراض لمدة عام كامل، كونه يحتوي على العناصر الغذائية، والأنزيمات الهاضمة والمضادات الحيوية التي يحتاجها الطفل.

وقالت في حديثها لصحيفة "فلسطين": "أكبر المعيقات التي تواجهنا بعد الولادة مباشرة، عدم اقتناع الأم بإمكانية شبع رضيعها من كمية الحليب المحدودة التي تخرج من صدرها، لكن يتم إقناعها أن معدة الرضيع تكون صغيرة بحجم عقلة الأصبع وتكبر يوما بعد يوم بالتزامن مع زيادة كمية حليب الأم".

من ناحيتها، ثمنت "أم محمد" التي ترقد على أحد أسرة المستشفى بجانب مولودها الجديد "كريم"، الجهود المبذولة من الطواقم الطبية.

وقالت في حديثها: "الخدمة فوق المستوى المتوقع، اهتموا بنا كثيرًا، بعد الانتهاء من الولادة قدموا لي توعية كاملة حول صحتي وصحة طفلي، وبينوا أهمية الرضاعة الطبيعية وتقويتها للمناعة".