فلسطين أون لاين

"نفاد المواد المخبرية" بغزة.. ناقوس خطر يهدد إمكانية مواجهة كورونا

...
غزة- نور الدين صالح

يُثير إعلان وزارة الصحة في قطاع غزة، عن نفاد مواد الفحص المخبرية ونقص الأجهزة والمعدات اللازمة لمواجهة فيروس "كورونا" المستجد، قلق الجهات الصحية الرسمية عوضًا عن المواطنين، في ظل استمرار المخاوف من انتشار الفيروس في القطاع.

ويترافق هذا القلق مع استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة لأكثر من (13 عاما) تركت وراءها العديد من البنى التحتية المتهالكة، ومن بينها وزارة الصحة التي أطلقت مؤخرًا نداء استغاثة لإمدادها بالمستهلكات الطبية والأدوية.

وأعلنت الصحة، الأربعاء، عن توقف المختبر المركزي من إجراء الفحص المخبري، جراء نفاد مواد الفحص الخاص بفيروس "كورونا" بشكل تام، مع بقاء عشرات العينات دون فحص.

وحذرت الصحة على لسان الناطق باسمها أشرف القدرة، من تداعيات خطيرة على الوضع الصحي لنفاد (44%) من الأدوية الأساسية، و(31%) من المستهلكات الطبية، و(65%) من لوازم المختبرات ونفاد مواد الفحص المخبري لفيروس كورونا.

مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في قطاع غزة د. عبد الناصر صبح، أكد أن نفاد مواد الفحص المخبري يؤثر سلباً على الأوضاع الصحية في قطاع غزة، وخاصة المصابين بفيروس "كورونا".

وأوضح صبح في حديث لـ"فلسطين"، أن نفاد الأدوية يُصعّب عملية الفحص، مما سيجعل وزارة الصحة تضطر لإرسال عينات الفحص إلى رام الله أو الداخل المحتل.

وقال: "في الوقت الحالي ليس أمامنا في غزة إلا أن نرسل العينات إلى رام الله أو الداخل المحتل لفحصها إلى حين ورود كميات الفحص المخبري لقطاع غزة".

وأضاف: "نطمح دائماً أن تكون المواد اللازمة لإجراء الفحوصات متوفرة، إلا أنه نظراً للشح العالمي وإغلاق المعابر، قد يستغرق الأمر بعض الوقت"، مشيراً إلى أن المنظمة ستسعى لتوفيره في غزة.

في الأثناء، كشف صبح أن منظمة الصحة العالمية عملت على توفير كميات من مواد الفحص المخبري الخاص بفيروس "كورونا" لقطاع غزة، وذلك من خلال شرائها من المملكة الأردنية.

وبيّن أنه نظراً لإغلاق الجسر والمعابر وعملية التخليص الجمركي، قد يستغرق وصول تلك الكميات عدة أيام.

وضع هش

بدوره، حذر منسق القطاع الصحي في شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة د. عائد ياغي، من تدهور الأوضاع الصحية في قطاع غزة، جراء نفاد كميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية وآخرها مواد الفحص المخبري.

ووصف ياغي في حديثه لـ"فلسطين"، النظام الصحي في غزة بالهشّ، إذ يعاني على الدوام من نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي.

وبيّن أن نفاد المواد المخبرية ونقص المستهلكات الطبية يؤثر سلبًا على أداء الطواقم الطبية، "ومن الممكن أن تُشل الخدمات الصحية في أي لحظة"، معرباً عن أمله أن لا يصل القطاع الصحي لهذه المرحلة.

وحمّل ياغي الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع الصحية في القطاع، مشدداً على ضرورة "توفير الخدمات الصحية حسب الاتفاقيات الدولية لأن (اسرائيل) قوّة احتلال".

وقال: "على مدار السنوات الماضية نادينا وطالبنا كل الجهات المعنية، من أجل انقاذ القطاع الصحي لكن لم نرَ أي استجابة حقيقية"، مجدداً مطالبته للجهات المعنية والدولية بالقيام بخطوات عاجلة لتزويد القطاع الصحي بالمستلزمات الطبية لتمكينه من مواجهة "كورونا".

وأشار ياغي إلى أن شبكة المنظمات الأهلية مستمرة في تحركاتها من خلال التواصل الدائم مع المؤسسات الصحية في الخارج، من أجل تقديم الدعم اللازم للقطاع الصحي.

وكانت وزارة الصحة قد أطلقت نداء استغاثة لترميم البنية التحتية في قطاع غزة التي تحتاج إلى 23 مليون دولار.