لم يكن هدف القائد يحيى السنوار في مبادرته الخاصة بالأسرى دغدغة المشاعر بل تأكيد المؤكد أنه لا معلومة بلا ثمن ولا أسرى بلا أسرى.
لقد جاءت المبادرة في وقت عصيب تمر فيه البشرية، يموت فيه الناس وتتساقط فيه أوهام العظمة لدى الدول ومنها "دولة الكيان"، فيما بقيت عظمة غزة الصغيرة على الخارطة الكبيرة في فعلها ومفعولها تناور باسمها وبخبرها عدوها .
ولست أرى أن مبادرة السنوار جاءت في السياق بقدر ما أنها نبعت من العقل الراجع لدى حماس وأمرها شورى بينهم.
من دخل السجن وصحبه يحمل أمانة ورسالة كما حملها السلف الصالح من رفاقه " المؤسس أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وأحمد الجعبري ورائد العطار " والقائمة تطول.
يوم أن أبصر السنوار النور ولامس خيوط الشمس ومن ثم حمل الأمانة وعد كل أسير بتحقيق الأمل المنشود بالعتق من الظلام والعودة إلى ربوع الأرض وها هو يعمل لتحقيق ذلك .
إن أمام بنيامين نتنياهو فرصة ذهبية اليوم للايفاء هو الآخر بوعده لعائلات الجنود الأسرى _لكن بعد دفع الثمن الذي طلبه السنوار _ وإن كان يراه قاسياً جداً.
وأي كان فإن ما سيكون في النهاية صفقة تبادل تحقق فيها حماس ما لم يتحقق في الصفقة الأولى طال الزمن أم قصر.
ليس أمام نتنياهو المأزوم كثيرا من الوقت ليفكر فكرة اللهب في ملعبه اليوم وتنتظر حماس قبولاً تاماً لما طرح لا مجرد اصدار بيان يتحدث فيه مكتبه أن الطاقم الخاص بملف الأسرى مستعد للعمل لاستعادة الجنود الأسرى والحوار عبر الوسطاء.
الفيصل اليوم هو بدء الحوار فعلا لا قولا عبر الوسطاء للتنفيذ ولا مجال لمزيد من التسويف والتأجيل لأن كرة اللهب قد تحرق عرشه ووعد الصوارم دين ودين.