فلسطين أون لاين

فيروس كورونا والحملة الإعلامية على الحصار الإسرائيلي

من الذكاء أن يوظف الفلسطينيون خلو غزة من فيروس كورونا للتشهير بالاحتلال الإسرائيلي، والمطالبة برفع الحصار المفروض على غزة منذ 14 عامًا، ولعل المقارنة بين غزة والضفة الغربية في هذا المضمار تفيد الفلسطينيين في تحميل الإسرائيليين المسؤولية عن انتشار فيروس كورونا بين سكان الضفة الغربية من طريق العمال الذين خدموا في المستوطنات، وأقاموا داخل دولة الكيان مدة من الزمن، في حين ظلت غزة خالية من الفيروس لأنها محاصرة، وقليلة الاحتكاك بالإسرائيليين.

من الأهمية بمكان أن يركز الإعلام الفلسطيني على خلو غزة من فيروس كورنا بفضل الحصار الإسرائيلي، وهذه مادة للدعاية الإعلامية الجادة والساخرة من السياسة الإسرائيلية، ومن الحصار الذي ظهرت فوائده بعد 14 عامًا، بحيث باتت غزة المكان الأكثر أمنًا من فيروس كورونا، مع أنها المكان الأكثر ازدحامًا في العالم.

المطالبة الدولية برفع الحصار عن قطاع غزة لا تهدف إلى محاربة فيروس كورونا فقط، فالعالم كله يعرف أن هذا الفيروس قد حال الحصار الإسرائيلي بينه وبين الدخول إلى قطاع غزة، المطالبة برفع الحصار تهدف إلى توفير فرصة عمل، وتوفير مصدر دخل، وتوفير لقمة خبز للمواطن الفلسطيني الذي يعاني ضائقة معيشية لا تقل وباءً وفتكًا بحياة الإنسان عن فيروس كورونا، وتكفي الإشارة هنا إلى أن دولة الصين التي يتجاوز تعداد سكانها مليارًا ونصف مليار، ضج الإعلام فيها من 3000 قتيل خلفهم فيروس كورونا، أما غزة التي يبلغ عدد سكانها مليونين فقط، فذبح العدوان الإسرائيلي 3000 مواطن في عدوان 2014م، هذه المقارنة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أكثر خطرًا على البشرية من فيروس كورونا.

ضمن الحملة الإعلامية الساخرة من الحصار الإسرائيلي، من اللافت أن نشير إلى الدول الأوروبية التي ضربها فيروس كورنا، وأن ندعوها للمطالبة بحصار إسرائيلي يشبه حصار غزة، يحول دول تسلل فيروس كورونا إلى أراضيهم.

ومن الشعارات الساخرة التي يمكن توظيفها ضد الحصار الإسرائيلي: الحصار الإسرائيلي أقوى مضاد حيوي لفيروس كورنا!، غزة نموذجًا أيها الأوروبيون، عليكم بالحصار الإسرائيلي المشدد لمواجهة فيروس كورونا،14  عامًا من الحصار الإسرائيلي حمت غزة من فيروس كورونا، الجيش الإسرائيلي يصد هجومًا عنيفًا لفيروس كورونا على معابر غزة، (إسرائيل) بنت الأسوار حول غزة تحسبًا من تسلل فيروس كورونا، فيروس كورونا يقف عاجزًا أمام الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، بفضل الجدار إسرائيلي تحت الأرض أخفق فيروس كورونا بالتسلل إلى غزة، الاحتلال الإسرائيلي يراقب حدود غزة إلكترونيًّا، لذلك تشوش مسار فيروس كورونا، غزة الأكثر ازدحامًا في العالم، لذلك فيروس كورونا عجز أن يجد له موطئ قدم بين سكانه.

ربما يلتفت العالم المصاب بفيروس كورونا إلى الأسلوب الساخر أكثر من النداءات والدعوات المباشرة لرفع الحصار عن قطاع غزة، المهم أن نوثق العلاقة بين نظافة غزة من كورونا والحصار الإسرائيلي.