حقيقة للطفل عالمه وأسلوبه في التعاطي مع الأشياء ، وخصوصيته في تقبل الاحداث وقراءتها والتي ترسم طبيعة ردود أفعاله في كافة المحطات ، لذا قد لا يعبر الطفل عن الألم والخوف أو الفراغ بنفس الطريقة التي يعبر بها الكبار، مما يجعل من الصعب على الآباء والأشخاص المقربين من الأطفال فهم الطريقة التي يواجه بها الطفل أزماته ، رغم أن الأطفال يمرون بنفس شعور الفراغ والخوف والألم ، وعدم فهمهم أو تصورهم لحقيقة الأمر بل يذهبون لرسم تصور أكثر رعباً وسوءا ، مما يستدعي تدخلاً خاصاً من الإباء والأمهات الأكثر قرباً ومعرفة بطبيعة أطفالهم .
المؤكد أن الأطفال يحتاجون إلى الشعور بالأمن والأمان أثناء الأزمات تحديداً، ومرافقتهم الدائمة للحفاظ على قدر كبير من الاستقرار والعودة للحياة الروتينية قبل الأزمة ، و ليكن تناول الطعام و النوم في نفس المواعيد المعتادة ، مع الحرص الكامل على ممارسة هواياته وانشطته بنفس الطريقة .
لكن الأهم من ذلك كله أو لربما لا يقل أهمية إجابة الطفل على كافة تساؤلاته مع مراعاة الفترة العمرية له دون ملل أو ضجر ، أو تهميش استفساراته أو اجابته بطريقة خاطئة بدعوى أنه لن يفهم حقيقة الأزمة ، بل عليكم مناقشته للتأكد من فهمه ، وتصحيح الانحرافات والتشوهات الفكرية التي قد تكون وصلت له أو سافر بخياله الخاص لها .
المهم هنا التفريغ أولاً بأول وأن يعرف الطفل أن تلك المشاعر الغريبة التي تساوره هي جزء من الحدث وأن معالجتها أمر مؤلم ولكنه ضروري، كما أن الطفل بحاجة إلى أن يفهم أن شعور الفرح والحزن سنة حياة ويتعاقبان دوما .
ولا تعجب يا صديقي فقد يظهر الطفل ردود أفعال متنوعة بعد الأزمة بوقت طويل، وقد تتمثل الأزمة عند الطفل في التحصيلات الضعيفة بالمدرسة أو الشعور بالقلق داخل الفصل الدراسي، فتحلى بالصبر دوماً وكن على يقين بأنك أقدر الناس في مساعدته ، فلا تنسى أنت أثر الازمة على طفلك ولو بعد حين .
الجميل أن اللعب غالباً ما يكون وسيلة الأطفال في معالجة الأزمات المختلفة، وقد يعبر عن أزماته من خلال لعبه أو التعامل مع ألعابه أو أقرانه ، وهنا من المهم بل من الضروري من الآباء والراشدين المقربين إلى الطفل أن يستخدموا اللعب كوسيلة لمناقشة الأمر مع الأطفال، مثل: كتابة اليوميات أو التقاط الصور أو الرسم أو ممارسة أي فن أو عمل حرفي آخر قد يساعد الطفل على معالجة شعوره السلبي .
أطفالنا فلذات أكبادنا تمشي على الأرض وسط الأزمات والهموم الحياتية اليومية ، فاحرصوا أن يخرجوا من بين كوارثنا سالمين غانمين أو بأقل الخسائر ، سلمنا الله واياكم من كل سوء ودمتم سندا لأطفالكم و أحبابكم .