لكل معركة نهاية، ولكل حرب أهداف سياسية، وهذا ينطبق على المقاومة الفلسطينية التي تسعى إلى تحرير فلسطين، واسترداد الأرض التي اغتصبها الصهاينة بكل السبل، بما في ذلك تجهيز الصواريخ، وحفر الأنفاق، وإعداد الكمائن، وتحضير العبوات الناسفة، وتجهز الأرض والسماء لقادم الأيام.
ولما كانت الحرب بين الأعداء لا تهدف إلى القتل من أجل القتل، ولا مصلحة من وراء القتل إلا تحقيق الغرض الذي من أجله تقوم الحروب، وهذه القاعدة في القتال تنطبق على معظم المتحاربين عبر التاريخ، وعبر الأقطار، لذلك نرى المتحاربين يقدمون الطعام للأسير الذي كان يطلق عليهم النار، ويقدمون له العلاج، فالهدف من الحرب تدمير إرادة العدو وأطماعه، وتخليصه من معتقداته الزائفة، وقناعاته السياسية الباطلة، وهذا ما يجسده الفلسطينيون في سلوكهم مع الإسرائيليين، إذ لا يفرح الفلسطيني لمجرد موت عدوه الإسرائيلي بشكل مفاجئ، أو جراء مرض، أو بحادث طرق، أو حادث انتحار، الفلسطيني لا يشمت بالموت المنافي للقيم الإنسانية، ولا يفرح الفلسطيني إلا للقتل المؤثر على القرار السياسي لعدوه.
لقد فرض الواقع علينا أن نلتقي نحن وعدونا الإسرائيلي في مواجهة فيروس كورونا، العدو المشترك الذي لا يفرق بين يهودي ومسلم، ولا بين عربي وإسرائيلي، فيروس كورونا يستهدف البشرية كلها، فإذا هزم كورونا الشعب الصيني فإنه سينتصر على الشعب الأمريكي، وإذا ذبح الإسرائيلي فإنه سيجز رقبة الفلسطيني، وأزعم أن الفلسطينيين لن يتأخروا في تقديم المساعدة للإسرائيليين ضد فيروس كورونا إذا كانت لهم القدرة على ذلك، من هنا تبدو لا منطقية فكرة إطلاق بعض الصواريخ على بعض المستوطنات، كي تجبر الإسرائيليين على الاحتماء بالملاجئ، ليتفشى بينهم فيروس كورنا، وهذا خطأ كبير، وتقدير للعواقب يجافي الصواب، فإذا كان للإسرائيليين أطفال فللفلسطينيين أطفال، وإذا كان فيروس كورونا يتربص بالإسرائيليين في الملاجئ، فإنه يرقد للفلسطينيين على مفارق الطرق، وتحت الأبراج المقصوفة.
فيروس كورونا عدو مشترك لكل بني البشر والواجب الأخلاقي والإنساني والسياسي يقضي بالتعاون بين بني البشر لمواجهة فيروس كورونا، الذي سيعبر الحدود، وسيدمر البشرية، وفي هذا المقام لا بد من التذكير بالقانون الدولي الذي يفرض على دولة الاحتلال تقديم الدواء والغذاء والكهرباء لمن يعيش تحت الاحتلال، فكيف لو كان الشعب الفلسطيني يواجه فيروس كورونا والاحتلال معاً، وهذا الذي يفرض على المحتل الإسرائيلي تحمل المسؤولية الكاملة عن حياة الفلسطينيين، فلا نجاة للإسرائيلي إذا أصيب بفيروس كورونا الفلسطيني.
ملحوظة: لقد حافظت المقاومة الفلسطينية على طهارة سلاحها، ومن الأجدر أن تواصل الحفاظ على طهارة سلاحها في هذه الظروف الاستثنائية، التي يواجه فيها العالم موحداً خطر فيروس كورونا.