سلطة فلسطينية لا تحترم نفسها. هذا ما استخلصته ليموند الفرنسية من متابعتها لوباء كورونا في الأراضي الفلسطينية المحتلة. السلطة التي تدعي تمثيل الشعب الفلسطيني في غزة والضفة فشلت في اختبار الانسانية، وتمثيل المجتمع الفلسطيني؟! السلطة في رام الله تتعامل مع غزة وكأن غزة دولة مجاورة، بحسب لغة ليموند، وليست منطقة تابعة للسلطة؟!
لماذا ذهبت ليموند وصحف بريطانية لانتقاد السلطة ؟! الجواب لأن السلطة، وحكومة محمد اشتية رفضت تقديم حصة غزة المالية من المساعدات الإنسانية، المدفوعة للسلطة من دول العالم، ومنظمة الصحة العالمية، حيث دفعت الدول هذه الأموال لكل من يعيش في الضفة وغزة. لماذا استخدمت السلطة المساعدات للضفة دون غزة، وكأن سكان غزة شعب آخر، مع أن المانحين أنفسهم لم يميزوا بين غزة والضفة؟!
يا للعار؟! ليموند تطلب من حكومات العالم متابعة تبرعاتها للسلطة، بما يضمن وصول حصة غزة إليها. يا للعار، ليموند أكثر إنسانية من سلطة رام الله، ومن حكومة محمد اشتية. ولأن العار في السلطة قديم، وممتد، ولا نتوقع ارتفاعه، فإن غزة تطالب المجتمع الدولي مساعدتها بشكل مباشر، في هذا الظرف الاستثنائي، وغض الطرف عن الخلاف السياسي الآن مع حماس، أو الجهة التي تدير غزة ، لقد أثبتت التقارير الدولية أن قيادة غزة جهة مسئولة وجيدة في إجراءاتها لمكافحة كورونا رغم قلة الإمكانات.
سلطة رام الله، وحكومة اشتية، لم يفعلوا شيئًا لغزة، وربما يتمنون غرقها في الفايروس، أو في البحر، والخلاص من عبئها إلى الأبد؟! هذا التمني والحمد الله يصطدم بإنكار الحق سبحانه عليهم، ومده لغزة بقوة الصبر والتحمل، والاعتماد على النفس مع التوكل على الله.
في رام الله سلطة لا تحترم نفسها، وتحتكر المال، والتبرعات، وتزعم أنها لكل الشعب، وصحف العالم تكذبها تكذيبًا صريحًا وبالأدلة، وتقف فتح في غزة متفرجة، وكأن الفيروس يضر رجال حماس ولا يضرها؟! لم نسمع صوتًا فتحاويًّا واحدًا في غزة يجهر بالحق، ويمتطي الإنسانية ويطلب من حكومة اشتية إرسال حصة غزة من التبرعات للمساعدة في حماية السكان من كورونا. لا ترسلوا مالًا. أرسلوا أجهزة تنفس صناعي، ومستلزمات طبية، وأدوية؟!
إن من عاش في العار، سيموت وهو في عار أكبر، ومن عاش أنانيًّا سيموت بمرض الأنانية والحسرة، وسيبقى الشريف الكريم يعمر الأرض، ويرث السلطة والحكومة، رغم أنف من احتكروا مال الشعب والتبرعات؟!