فلسطين أون لاين

نحتاج لعينات إضافية لفحص حالات "كورونا"

حوار القدرة: دخلنا جزئيًّا المرحلةَ الثانية لتسجيل الإصابات ولدينا سيناريوهات عدة

...
المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، د. أشرف القدرة (أرشيف)
غزة-يحيى اليعقوبي

أكد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، د. أشرف القدرة، محدودية عينات فحص فيروس كورونا المستجد في القطاع، مشددًا على أن الوزارة بحاجة للمزيد منها وإلا ستكون مضطرة لتحويل الفحوصات المخبرية لرام الله، كما كان الأمر في بداية مواجهة الفيروس.

وأشار القدرة إلى أن وزارة الصحة تمر بإجراءات متدحرجة تتوافق مع المراحل التي يمكن أن يتنشر فيها وباء كورونا، وحتى اللحظة قادرة على التعامل مع العبء الموجود، لكن ما وصفها بالمشكلة الحقيقية والتحدي الكبير هو ما يكمن في استمرار الحصار، وتقويض سلطات الاحتلال لمنظومة الخدمات الصحية والإنسانية، ما يستدعي تدخل الأمم المتحدة للمطالبة برفعه.

وأضاف القدرة في حوار خاص مع صحيفة "فلسطين" بمكتبه بمدينة غزة، أمس أنه مع بداية وصول العائدين إلى غزة من الخارج، "كنا نرسل العينات المسحية لرام الله، وبعد مطالبات وجهناها لمنظمة الصحة العالمية، استطعنا توفير العينات وأدى ذلك لاستثمار الوقت والجهد بطاقم مدرب، وهذا ما لمسناه عندما خرجت الفحوصات لتخبرنا أن اثنين من المصابين حالتهما موجبة (حاملة للفيروس)".

وأفاد أن الوزارة أجرت (144) فحصًا مخبريًّا منها الحالتان الموجبتان، وجرى عزلهما بمركز العزل بمعبر رفح، والذي يتسع لـ(38) سريرًا قابلة للزيادة، و(8) أسرة للعناية المركزة.

احتياجات عاجلة

وبين القدرة أن إجراءات وزارة الصحة ما زالت وفق المعدلات المطلوبة للإصابة، وتتوافق مع محدودية الإمكانيات، وهذا يتطلب دعما حقيقا للقطاع الصحي لأن قطاع غزة بات منطقة هشة.

وأشار أن لدى الوزارة سيناريوهات للتعامل مع المراحل المختلفة وفق الإمكانات المحدودة وذلك يتطلب جهدا عاجلا من أحرار العالم لتعزيز الأرصدة الدوائية والمستهلكات الطبية، ومقومات السلامة، وأجهزة التنفس.

وتابع المتحدث باسم وزارة الصحة: "دخلنا جزئيا في المرحلة الثانية أي بداية تسجيل حالات، ولكن جرى محاصرة الحالات وعزل كل المخالطين، ومخالطي المخالطين"، مبينًا أن الحالة الصحية للحالتين المصابين طبيعية ومستقرة ويتمتعان بحالة صحية جيدة ولم تظهر عليهما أي أعراض.

ونبه القدرة إلى أن الاحتلال يحاول إيهام العالم بأنه يقوم بدعم قطاع غزة وهذا عبارة عن تضليل للرأي العام وإيهام للمجتمع الدولي، فهو يمارس عنصرية واضحة.

وبين أن الوزارة على تماس مستمر مع منظمة الصحة العالمية، التي تساند القطاع الصحي، لكن حجم ما وصل يبقى إمكانات شحيحة.

وعن فرصة تفشي الفيروس في غزة، قال القدرة: "قطاع غزة ليس بمنأى عن هذا الوباء الذي بات مؤرقًا للعالم، خاصة أن العائدين يمرون بالعديد من المراحل قبل وصولهم لغزة، ووصول حالات إصابة أمر ليس مستبعدا، لكن كافة إجراءات الوزارة تطوق حالات الإصابة، وهذا ما أشادت به منظمة الصحة العالمية".

وبيَّن أن كل المستشفيات والطواقم الطبية موجهة باتجاه خدمة المواطنين، وأن الجهد يوزع للخدمة اليومية للمواطن ومواجهة فيروس كورونا، مضيفًا أن الوزارة أوقفت العيادات الخارجية وإجراء العمليات الجراحية وهذا يخفف من تجمع المواطنين، ومنعت زيارة المواطنين للمنومين داخل المستشفيات لضمان عدم تناقل العدوى.

وأشار إلى أن الوزارة تتابع من كثب السوق الصيدلاني في غزة، وتحذر الصيدليات من التلاعب بأسعار المستلزمات الوقائية والمعقمات.

وأوضح أن وزارة الصحة بغزة ومنذ اللحظة الأولى لانتشار الوباء في الصين، اتخذت جملة من الإجراءات الاحترازية وهي المرحلة التي تسبق تسجيل الحالات، أي مرحلة الجهوزية والاستعداد، وبدأت بتعزيزها بدءًا من الكشف المباشر على العائدين من الخارج ووضع جهاز حراري لرصد التغييرات الحرارية عليهم عبر المعابر.

وأضاف القدرة أن الوزارة أقامت مركزا للحجر الصحي بمعبر رفح يحتوي على 54 غرفة مجهزة بكافة الخدمات الفندقية والمتابعة الصحية، للعائدين من الدول الموبوءة، وتم أخذ إقرار شخصي من العائدين، مستدركا: "ولأن الوضع الاجتماعي لم يمكن العائدين من إتمام إجراء الحجر بشكل سليم، اتخذت الوزارة بالتعاون مع الوزارة الأخرى قرارا بإنشاء مراكز حجر إجبارية".

وأشار أن تفعيل الحجر الإجباري سرى في 15 مارس/ آذار الجاري وبدأ أول حجر في مدرستي "مرمرة وغسان كنفاني" برفح، بالإضافة لفتح مدارس جديدة في كل محافظات القطاع، يتواجد فيها 1420 عائدا لغزة.

وذكر أن هؤلاء يخضعون للحجر الصحي الإجباري، ويتابعون من قبل الفرق الطبية، مضيفًا أن الوزارة حجرت كذلك كل العاملين ومقدمي الخدمة لمدة 14 يوما.

ولفت القدرة إلى أن الوزارة فتحت مراكز تخصصية لرعاية الحالات المرضية القادمة من الداخل المحتل ومصر، وفتحت مراكز للحجر، مشيرا إلى تحويل 34 حالة مرضية للحجر الصحي لمستشفى غزة الأوروبي والرنتيسي التخصصي.

وحول موعد انتهاء الحجر المنزلي، قال: "إن إجراءات الحجر المنزلي تخص العائدين قبل 15 مارس الحالي، وآخر موعد للحجر المنزلي في 26 من الشهر ذاته (غدا الخميس) منبهًا إلى أن 1360 عائدا أنهوا فترة الحجر المنزلي وأعداد قليلة متبقية لليومين القادمين.

وأشار إلى أنه سيبدأ إنهاء الحجر الصحي الإجباري يوم السبت المقبل في مدرستي مرمرة وغسان كنفاني بعد انقضاء 14 يوما، ثم يبدأ انهاء الحجر بالمدارس الأخرى.

غرف المقاومة

وبشأن مدى استفادة الوزارة من غرف الحجر التي أنشأتها المقاومة الفلسطينية، رحب القدرة "بكل جهد وطني من المقاومة في تعزيز اجراءات السلامة والوقاية، حيث إن المقاومة أعدت نحو ألف غرفة للحجر الصحي".

وقال: "هذه الغرف سيكون لها أثر إيجابي على إجراءات السلامة، في ظل تزايد أعداد القادمين من الخارج، حيث إنه لا يوجد دولة أغلقت أبوابها أمام الوافدين إلها من مواطنيها، ونحن معنيون بوضع كل الإمكانات الوطنية لخدمة العائدين وتشكيل واقع إنساني مريح".

وحول حجم المساعدات التي قمتها السلطة برام الله لوزارة الصحة بغزة، أوضح القدرة أن ما وصل القطاع منذ ظهور الوباء حتى اللحظة هي عدد من كتات (عينات) الفحص المخبري عبر منظمة الصحة العالمية، وهناك تنسيق مستمر مع المنظمة لتذليل العقبات أمام توفرها، نظرا للكثافة السكانية بغزة".

وشدد على أن شح الموارد التي تعانيها الوزارة يتطلب دعما حقيقيا من كل المؤسسات الإنسانية والإغاثية وتحميل سلطات الاحتلال مسؤولية حياة مليوني مواطن يواجهون مصيرا قاسيا في ظل تزايد تفشي وباء كورونا في العالم.