معركة الكرامة التي جرت أحداثها على أرض الكرامة في الأردن من الملاحم والمعارك البطولية التي كتب حروفها الجيش الأردني والفدائيون الفلسطينيون.
وقعت معركة الكرامة في الحادي والعشرين من مارس/ آذار عام 1968م، وهو يوم تاريخي نضالي شامخ، يوم أن سطر الجيش الأردني والفدائيون الفلسطينيون آيات من العز و الفخار، وصد جيش الأردن عن الأمة العربية الإسلامية الخطر الداهم للاحتلال الإسرائيلي لأرضنا العربية والمرتفعات الغربية للمملكة الأردنية.
إن يوم الكرامة الباسل هو يوم تاريخي كبير بكل معاني العز والفخار والانتصار الذي سطره الهاشميون والفلسطينيون في سجل التاريخ و صفحات النضال العربي ضد الكيان الإسرائيلي.
لقد بدأت معركة الكرامة عندما حاولت قوات الجيش الإسرائيلي احتلال الضفة الشرقية لنهر الأردن من عدة جهات، إلا أن الجيش الأردني بالاشتراك مع الفدائيين الفلسطينيين وسكان الكرامة ومنطقتها تصدوا للجيش الإسرائيلي في معركة استمرت أكثر من 16 ساعة، أجبرت الاحتلال الإسرائيلي على الانسحاب الكامل من أرض المعركة، وبعد 16 ساعة من القتال، انتهت المعركة، وفشلت (إسرائيل) في تحقيق أي من أهدافها على جميع الأصعدة، وخرجت من هذه المعركة خاسرة ماديا ومعنويا، وبدأت بالانسحاب بل وطالبت دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولأول مرة في تاريخ الصراع وقف إطلاق النار في الساعة الحادية عشرة والنصف صباحًا من يوم المعركة، إلا أن المملكة الأردنية أصرت وعلى لسان الملك حسين بن طلال على "عدم وقف إطلاق النار طالما هناك جنديا إسرائيليا واحدا شرقي النهر".
مثلت معركة الكرامة علامة فاصلة في تاريخ مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، فقد قدم الجيش العربي الأردني في هذا اليوم الخالد 86 شهيدا وجرح 108من أبناء الجيش الأردني، وقد تكبد العدو الصهيوني خسائر كبيرة جدا قضت على معنويات الجيش الإسرائيلي بعد حرب يونيو/حزيران 1967م؛ فقد بلغت حصيلة خسائر الجيش الإسرائيلي 250 قتيلا، و450 جريحا إسرائيليا، كما تكبد الصهاينة خسائر مادية فادحة فاقت ثلاثة أضعاف خسائره خلال حرب عام 1967م، حيث استطاعت القوات الأردنية تدمير 88 آلية مختلفة شملت 47 دبابة كبيرة ،18 ناقلة جند، 24 سيارة مسلحة، 19سيارة شحن، فيما أسقطت قوات الجيش الأردني سبع طائرات مقاتلة إسرائيلية..
معركة الكرامة هي علامة تمثّل تحول استراتيجي، وأعطت هذه المعركة زخماً نضالياً في التاريخ النضالي العربي المشرق في مواجهة الاحتلال الصهيوني لأرضنا الفلسطينية.