أكد مدير دائرة الأطباء في وزارة الصحة بغزة، أحمد شتات، أن إغلاق الوزارة العيادات الخارجية للمستشفيات يأتي ضمن إجراءات وصفها بـ"القاسية" للوقاية من انتشار فيروس كورونا، بعد تسجيل إصابتين به في القطاع.
وقال شتات لصحيفة "فلسطين": "إننا بعد تسجيل إصابتيْن دخلنا المرحلة الثانية من مواجهة الفيروس ما يستلزم إجراءات أكثر حدة وأخذ جميع الاحتياطات لمنع انتشاره".
وأضاف: "أوقفنا العيادات لكونها تستقبل عدداً مهولاً من المرضى يومياً غالبيتهم من كبار السن ضعاف المناعة المصابين بأمراض مزمنة، الذين يفترض منع تجمعهم في أماكن مكتظة في هذه المرحلة".
وبين أن الوزارة تدرس توفير بدائل لمرتادي هذه العيادات في مراكز طبية أخرى تابعة للوزارة، الذين يتابعون فيها بشكل دوري، مع بقاء أقسام الطوارئ مفتوحة على مدار الساعة لاستقبالهم حال حدوث أي طارئ.
وأعرب شتات عن أمله ألا يطول الإغلاق عن أسبوعين، داعيا ذوي أصحاب الأمراض المزمنة للمتابعة في عيادات الرعاية الأولية التابعة للوزارة أو وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا".
وبين أن تأجيل العمليات الجراحية المجدولة "لغير العاجلة ولا يؤثر تأخيرها على صحة المريض" يأتي في السياق السابق نفسه ومن أجل تخفيف التعرض المباشر بين الطواقم الطبية والمرضى.
وأشار إلى أن الأطباء الذين يداومون في العيادات الخارجية هم بالأساس يعملون ضمن أقسام المستشفيات الاعتيادية وهم مَن يشرفون على تطبيب المرضى المنومين فيها، ضمن جداول يتم ترتيبها داخل كل قسم، ما يعني أنهم سيظلون على رأس عملهم.
وبين أن هذا الإجراء ليس بالجديد إذ تم اللجوء إليه في أثناء الحروب الإسرائيلية على غزة لمنع الاكتظاظ على أن يتم إعادة تفويج المرضى وفقاً للبرنامج الصحي المحوسب بعد انتهاء حالة الطوارئ بسبب "كورونا".
ولفت إلى أن العيادات الخارجية تستقبل شهرياً (90-100 ألف حالة) فجاء إغلاقها لمنع اختلاط أصحاب الأمراض المزمنة بذوي الأمراض التنفسية في سبيل منع انتشار "كورونا" .
ودعا مدير دائرة الأطباء المواطنين لتقدير تلك الإجراءات لأنها تصب في مصلحة المرضى والمجتمع، والتعاون مع الطواقم الصحية في حال عودة العيادات الخارجية للعمل، والالتزام بتوجيهات إدارات المستشفيات بـ"التفويج"، والعمل على مراحل، والحرص على عدم الاكتظاظ في تلك العيادات غير جيدة التهوية.
وأكد شتات أن الخطوة تأتي في إطار الجهوزية والتدريب للكوادر الطبية لأي طارئ وتدريبهم على حماية أنفسهم حال انتشار "كورونا"، كونه مرضاً معدياً لن يكون سهلاً على تلك الكوادر ولا على المنظومة الصحية بأكملها.

