فلسطين أون لاين

رغم الإعلان عن إغلاقه

تقرير عيون المقدسيين تراقب "الأقصى" خشية اقتحام المستوطنين

...
(أرشيف)
غزة - نور الدين صالح

على غير العادة استيقظ المقدسيون على إغلاق أبواب المسجد الأقصى المبارك، لكن هذه المرة كان بقرار من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، حفاظاً على أرواح وسلامة المصلين من الإصابة بفيروس "كورونا" الذي اجتاح العالم بما فيه الأراضي الفلسطينية.

"صلوا في بيوتكم".. هذه العبارة التي بات يرددها مؤذن المسجد الأقصى، بعد إعلان إغلاق أبوابه بالكامل لأول مرة منذ سنوات طويلة لأمر اضطراري، وهو تفشي "كورونا"، خشية انتقاله للمصلين، وهو ما انعكس سلباً على نفوس المقدسيين.

لكن التساؤل الأبرز هو: هل يستغل الاحتلال هذا الظرف لتكثيف اقتحاماته للمسجد الأقصى وتنفيذ مخططاته الإجرامية؟ وما مدى استعداد المقدسيين لهذا السيناريو؟

وأعلن مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية  مساء أول من أمس، تعليق حضور المصلين إلى المسجد الأقصى، ابتداء من فجر أمس الاثنين، لفترة مؤقتة، وذلك "استجابة لتوصيات المرجعيات الدينية والطبية، للوقاية من انتشار فيروس (كورونا)".

في حين أن مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني، حمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة المصلين داخل الاقصى إذا ما أقدمت قوات الاحتلال على فتح باب المغاربة للمستوطنين.

المختص في الشؤون المقدسية د. جمال عمرو أكد أن المقدسيين يراقبون أوضاع الأقصى وأي حماقات قد يرتكبها الاحتلال في ظل إعلان حالة الطوارئ وإغلاق جميع أبوابه.

وخلال اتصال هاتفي مع "فلسطين"، قال عمرو، إن فيروس الاحتلال الذي يواجهه المقدسيون منذ أكثر من 70 سنة هو أشد فتكاً من أي فيروس آخر.

وشدد على أن "المقدسيين باقون على العهد مع الأقصى، ويُقسمون بأنفهم وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذا مسّه الاحتلال، فعليه أن يتحمل المسؤولية عن ذلك، لأن جميعهم سيهبون نحوه وسيقفون على أبوابه بما فيها باب المغاربة الذي يقع تحت سيطرة الاحتلال".

وبيّن أن المقدسيين على جهوزية تامة وكاملة، في حين أنهم متحسرون على أنهم مضطرون للانصياع لقرار إغلاق الأبواب"، موجهاً رسالة لكل الفلسطينيين: "نطمئنكم أن الأقصى بخير".

ووصف قرار وزارة الأوقاف إغلاق الأقصى بـ "الصحيح" رغم أنه كان مؤلماً على كل المقدسيين الذين اعتادوا على الصلاة جماعة في الأقصى منذ سنوات طويلة.

وأشار إلى أن الحافزية تتأجج في صدور المقدسيين أكثر من أي وقت مضى، وهم الآن أكثر شوقاً للصلاة في الأقصى.

يُذكر أن الأوقاف صرّحت أنه سيسمح فقط بوجود أعداد معينة من موظفي الأوقاف وحراس المسجد المبارك وبعض العاملين، حيث ستقام الصلوات كاملة وسيصلي إمام المسجد بالموجودين.

بدوره قال الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب، إن قراب إغلاق الأقصى شمل جميع أبوابه، بما فيها "المغاربة" الذي يُفتح للمستوطنين لاقتحام الأقصى.

وبيّن أبو دياب لصحيفة "فلسطين" أن إغلاق باب "المغاربة" جاء لعدم إعطاء الفرصة لاقتحام الأقصى من المتطرفين، مشدداً على أن "عيون المقدسيين ما زالت نحو باب المغاربة، والإبقاء على إغلاقه".

وأكد أنه "لو حاول المستوطنون اقتحام الأقصى، سيكون هناك خط أحمر، وسيهب كل المقدسيين للدفاع عنه".

وأشار إلى أن قرار الإغلاق "كان صعباً ومؤلماً، لكنه في الاتجاه الصحيح كونه يصب في مصلحة المواطنين، وحفاظاً على سلامتهم من نقل فيروس "كورونا".

ولفت إلى وجود خطوات إضافية تكون في الأقصى مثل قراءة القرآن قبل رفع أذان كل صلاة، بهدف إبقائه حياً.

ويأتي هذا القرار عقب أسبوع من إعلان الدائرة إغلاق المصليات المسقوفة داخل المسجد الأقصى والسماح بالصلاة في ساحاته الخارجية، لمنع انتشار "كورونا".

وسجلت أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية (الضفة الغربية والقطاع) 59 إصابة بـ "كورونا" حتى الأحد، في حين أعلنت (تل أبيب) 945 إصابة بالفيروس، توفيت منها حالة واحدة.