حالة الطوارئ العالمية التي تشهدها دول العالم المختلفة بسبب "جائحة كورونا" ألقت بظلالها على عمل وزارة الصحة بقطاع غزة، التي تعمل جاهدةً لمنع وصولها إلى القطاع؛ ما اقتضى جهودًا مكثفة من كوادرها العاملة بالميدان في مختلف أقسامها، استدعت مواصلتهم الليل بالنهار لازدياد الأعباء الملقاة عليهم في ظل حصار أنهكهم لمدة 14 عامًا.
مدار الساعة
مدير عام المهن الطبية المساندة بوزارة الصحة بغزة أيمن الحلبي، أكد أن الوزارة بأقسامها المختلفة وأهمها المختبر المركزي تعمل على مدار الساعة تحسبًا لانتشار "فيروس كورونا".
وقال الحلبي لـ"فلسطين": "تم إلغاء الإجازات الأسبوعية للعاملين في المختبر، ومنذ قرابة الـ15 يومًا أصبحنا نعمل بنظام الفترتيْن، بعد توفر مادة الفحص الخاصة بالفيروس لدينا، حيث نجري فحوصات على مدار الساعة للحالات المشتبه بإصابتها".
وأضاف: "الطاقم الذي يعمل على مدار الساعة هو قسم "البيولوجيا الجزئية" مدعومًا بطواقم من المختبر المركزي، حيث نضطر لاستدعاء البعض بعد الفترتيْن لاستخراج نتائج لحالات عاجلة".
وأشار الحلبي إلى أن فريق الفحص يعمل حاليًا بدون إجازات وفق جداول دوام معدة لهذا الغرض حرصت فيها الوزارة على عدم استنزاف طاقة الكوادر الطبية في حال اكتشفت إي إصابة بالفيروس.
وقال: "فحصنا قرابة 79 حالة حتى أول من أمس "الجمعة"، وتقوم فرق متخصصة بجمع العينات من المستشفيات وأماكن الحجر ومراكز الرعاية الأولية والمعابر أو التي تتواصل معنا عبر الرقم المجاني 103 يوميًا لفحصها دفعة واحدة لشح مواد الفحص عالميًا".
ولفت لوجود خمس فرق تعمل على جمع العينات، حيث يستغرق الفحص ست ساعات، مضيفًا: "قد نضطر أحيانًا في حال وجود حالات طارئة لإجرائها بشكل منفرد".
ودعا المواطنين للالتزام بالإجراءات الوقائية خاصة الحجر الصحي، وعدم التسرع وإطلاق الإشاعات والتعامل بحكمة وروية، مؤكدًا أن الوزارة لن تخفي أي معلومات بخصوص الفيروس لأن ذلك سيعني مزيد من الإصابات.
وبين الحلبي أن اللجان المتخصصة بالوزارة وضعت سيناريوهات لكل مرحلة على حدة في حال ظهور إصابات لا قدر الله، وأنها تراجع إجراءاتها المتخذة يومًا بيوم، قائلًا: "لكن يبقى العامل الأساسي لتبقى غزة آمنة وعي المواطنين والتزامهم بالتوجيهات خاصة أن هذا الوباء ليس له حل عالميًا".
وأضاف: "ليس لنا سبيل إلا الالتزام بالإجراءات الوقائية فنحن لسنا دولة ومنهكون بحصار لمدة 14 عامًا، مما يستدعي بالناس أخذ الإجراءات على محمل الجد".
متابعة التفاصيل
بدوره، قال مدير دائرة مكافحة العدوى بوزارة الصحة في قطاع غزة، رامي العبادلة، إن طواقم مكافحة العدوى والأوبئة بالوزارة يعملون على مدار الساعة لمتابعة التفاصيل بالوقاية من الفيروس.
وأضاف لصحيفة "فلسطين": "نحن في اجتماعات مستمرة ونعمل وفق نظام طوارئ فهناك طواقم مفرغة على المعابر والمدارس "أماكن الحجر الصحي"، وتم فرز عدد من الكوادر داخل تلك المراكز لمتابعتها 24 ساعة".
وأضاف: "خصصنا بعض الكوادر لأقسام الطوارئ بالمستشفيات لمتابعة الحالات المشتبه بها، كما أن هناك طواقم تم تشكيلها العمل الميداني والمتابعة من خلال لجنة حكومية في كل محافظة من الوزارة، بجانب التوعية للمحجوزين في مراكز العزل".
وأشار العبادلة لتخصيص طواقم تقوم بالتثقيف الصحي في أماكن التجمعات كالأسواق والمولات، قائلًا: "نحن في وضع طارئ في مواجهة عدو غير مرئي ما يستدعي التزام الجميع بالتوصيات والاحتياطات الطبية".
وأضاف: "قمنا بالتدريب الميداني والنظري للفرق الطبية للتعامل مع الأمر ونجري جولات عليهم للتعامل في حال أي حدوث أي خلل خاصة في ظل وجود الخوف لديهم من انتشار العدوى وهو أمر طبيعي".
ونبه العبادلة إلى أن الكوادر الطبية أصيبت بالإرهاق لكثرة العمل الملقى على عاتقها وتسارع الأمر في ظل كون الوقت عامل مهم جدًّا لاحتواء الفيروس قبل انتشاره.

