بدأت وزارة التربية والتعليم والجامعات الفلسطينية بتفعيل منظومة التعليم عن بعد لضمان استمرار العملية التعليمية، في ظل حالة الطوارئ المعلنة في فلسطين بسبب وباء "كورونا".

وأعلنت الجامعة الإسلامية بغزة استئناف الدراسة لجميع طلبتها بنظام "التعليم عن بعد" عبر الإنترنت للتغلب على العطلة الإجبارية التي فرضها انتشار الفيروس عالميًّا، مؤكدة أنها خصصت برنامج "المودل".

و"المودل" برنامج حر مفتوح المصدر نشأ عام 2002 ومنصّة للتعلّم الالكتروني (معروف كذلك بنظام إدارة الفصل، أو أنظمة إدارة التعلّم، أو بيئة التعلّم الافتراضية؛ سعيًا منه لتوفير أداة للتربويين تمكنهم من إنشاء مقررات إلكترونية مع إمكانية التفاعل.

وقال أستاذ الصحافة والإعلام في الجامعة د. طلعت عيسى لصحيفة "فلسطين"، إنه باشر عقد محاضرات إلكترونية لطلبته عبر برنامج "زووم" المجاني الذي يوفر بيئة افتراضية تعليمية تُجسد الغرف والصفوف التفاعلية، وتعين على توفير المحتوى العلمي بشكل كامل.

وأوضح عيسى، أن الجامعة بدأت في عقد المحاضرات عبر تطبيقات متعددة منها: المودل والزووم، وبرامج أخرى تزود الطلبة بشروحات كاملة للمساقات، لافتًا إلى أن هذه التقنيات تتوافر فيها جميع خصائص المحاضرات الوجاهية بين المدرس والطالب، بما في ذلك عملية حصر الحضور والغياب، وآليات التفاعل والمشاركة وتسمح للطلبة بعرض مشاركاتهم ومناقشتها.

من جهته قال المحاضر في كلية الإعلام وتكنولوجيا المعلومات بجامعة فلسطين، أحمد أبو مسامح: إن الجامعة تواكب آليات التعليم الإلكتروني وتضمن حصر تفاعلات الطلبة من خلال شرح المساقات وعرض الأبحاث والمناقشات بشكل يومي عبر تقنية "اليوبينار".

وأوضح أن تقنية "اليوبينار" تمكن الطلبة من تقديم الواجبات والتكليفات المطلوبة من قبل المعلمين، وتتيح للمدرس رفع المحاضرات والشروحات للطلبة بشكل سريع.

ولفت إلى أن إدارة الجامعة تناقش موضوع التعليم الإلكتروني كوسيلة ملزمة للطلبة في حال استمر إعلان حالة الطوارئ في فلسطين.

تعليم المراحل

من جانبها قالت وزارة التربية والتعليم بغزة إنها فعلت برنامج التعليم الإلكتروني عبر الإنترنت بتوفير بوابات تعليمية إلكترونية تحتوي على مواد دراسية كاملة بالصوت والصورة وتسمح بالتفاعل والمناقشة وطرح التساؤلات، لضمان استمرار الخطط التعليمية الدراسية في القطاع.

وأوضحت أنه تم إنتاج العديد من الدروس لمختلف المراحل التعليمية بما فيها مساقات الثانوية العامة.

وقال مدير عــام العلاقات الدولية والعامة بالوزارة، معتصــم الميناوي، إن الوزارة أنتجت العديد من المواد المحوسبة الإثرائية المتعلقة بالمنهاج الفلسطيني للمراحل التعليمية كافة.

وأضاف لصحيفة "فلسطين" أن إذاعة التربية والتعليم طورت برامجها وسخرت إمكاناتها لخدمة القطاع التعليمي تماشيًا مع فكرة التعليم الإلكتروني بما يضمن تقديم محتويات صوتية ومواد مصورة تفاعلية تضمن للطالب الاستفادة العلمية.

ولفت إلى إنتاج المعلمين حلقات برامجية بالصوت والصورة رفعت على موقع روافد التعليمي وموقع الوزارة.

وبين الميناوي أنه بإمكان الطلبة متابعة الحصص الدراسية عبر الإنترنت والتجول في موقع التربية والتعليم واختيار الحصص الدراسية التي تُنشر يوميًا، حاثًا أولياء الأمور على دفع أبنائهم للاستفادة من الحصص الإلكترونية عوضًا عن العطلة الإجبارية التي أثرت في منظومة التعليم في قطاع غزة.

وأشار إلى أن الوزارة نشرت مساقات اللغة العربية والإنجليزية والعلوم والرياضيات لكل المراحل الدراسية متضمنة برامج تفصيلية نقاشية للمدرسين بالصوت والصورة، مضيفًا أنه إذا استمرت حالة الطوارئ، "فستباشر الوزارة بوضع أجندة لتعامل مع تقديم امتحانات محوسبة تراعي الوضع القائم".

وقال الميناوي: إن الوزارة ناقشت الوضع الحالي وهي ذاهبة إلى وضع معايير ضمن خططها للتعامل مع إجراءات الامتحانات المحوسبة ورصد الدرجات والتعامل الإلكتروني مع الحالة الطارئة في القطاع كإجراء تجهيزي "على أن يتم إقرار ذلك في الأيام القادمة".

ونوه إلى أن طلبة الثانوية العامة ملزمون بأخذ الحصص التعليمية لما تبقى من المنهاج الدراسي في كل مساق.

ويشار إلى أن شركة "كلاودي" التكنولوجية في فلسطين أطلقت مبادرة لتخطي أزمة توقف المسيرة التعليمية والتي كانت عبارة عن إنشاء نظام إلكتروني مُحوسب للتعليم عن بُعد؛ بهدف تقديم حصص دراسية مصورة يومية خلال العطلة الإجبارية.