اليوم العالمي للمرأة له طعم مختلف بالنسبة للمرأة الفلسطينية، هذه المرأة التي قدمت التضحيات الجسام في سبيل الله ومن أجل الدفاع عن وطنها وثراه الطيب، فكانت الثائرة و الشهيدة والأسيرة والجريحة وأم الشهيد، وكافة الألقاب البطولية والفدائية لا تفي بدورها الثائر البطولية في النضال الفلسطيني.
لقد كان للمرأة الفلسطينية دور بطولي بارز في النضال الفلسطيني منذ الاحتلال البريطاني لأرضنا المباركة، ثم دورها البارز في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي إلى يومنا هذا سطرت خلاله أبرز ملاحم البطولة والفداء، وكانت السند والدعم للرجل في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.
المرأة الفلسطينية هي مربية الأجيال وصانعة الرجال، وهي طيف الشجاعة والباسلة في ميادين الجهاد وساحات القتال ضد الاحتلال الإسرائيلي؛ بل هي أيقونة الثورة الفلسطينية ورمز عزتها.
أتوجه بالتحية لأرواح الشهيدات والجريحات والأسيرات والأمهات الثائرات اللواتي قدمن الكثير لفلسطين منهن الخنساوات: أم نضال فرحات، وأم رضوان الشيخ خليل، وأم ناصر أبو حميد الصابرة الصامدة على أنقاض بيتها الذي يتعرض للتدمير باستمرار من قوات الاحتلال.
إن للمرأة الفلسطينية دورا نضاليا بارزا منذ أواخر القرن التاسع عشر، وهي تواجه الاحتلال، ولها تاريخ عريق في مقاومة الاحتلال عسكريا وسياسيا وتربويا وثقافيا واجتماعيا، وكان أول نشاط سياسي للمرأة الفلسطينية عام 1884م، في مدينة العفولة احتجاجاً على إنشاء أول مستوطنة يهودية، حيث خرجت مجموعة من الفلسطينيات في مظاهرة تعبيراً عن رفضهن لإنشاء المستوطنة، وفي زمن الاحتلال البريطاني (1917-1947م) شاركت المرأة الفلسطينية في المظاهرات والاعتصامات في ثورة عام 1936م، وقامت بكتابة العرائض السياسية وإرسال البرقيات الاحتجاجية رفضاً للمخططات الصهيونية، وكان للمرأة نشاطٌ اجتماعيٌ وخيريٌ بارز مع حلول نكبة فلسطين عام 1948م؛ برز دور المرأة في العمل الاجتماعي والإغاثي وحماية الأسرة الفلسطينية من التشتت والضياع جراء مجازر النكبة، وواصلت المرأة نضالها بعد عام حرب يونيو/ حزيران 1967م، حيث واصلت المرأة أدوارها السياسية والاجتماعية والتربوية والفكرية وشاركت في المسيرات والمظاهرات خلال الانتفاضة الأولى والثانية وكافة الهبات الفلسطينية ضد الاحتلال حتى مسيرات العودة التي كان للمرأة دور بارز فيها وقدمت عددا من الشهيدات والجريحات وكانت تحشد للمسيرات من الساعات الأولى لها.
وللمرأة الفلسطينية سجل حافل في أعمال المقاومة العسكرية ضد العدو الصهيوني منذ ستينيات القرن الماضي، وقد نفذت عددًا من العمليات البطولية، فقد شاركت الشهيدة المناضلة شادية أبو غزالة في تنفيذ العديد من العمليات الفدائية ضد الاحتلال، كما قامت المناضلة عايدة سعد في 16/3/1969م بإلقاء قنبلتين على سيارات لجيش الاحتلال الإسرائيلي متوقفة أمام مركز الشجاعية وأصابت ثلاثة جنود ولا ننسَ المناضلة ليلى خالد التي شاركت في خطف طائرة تابعة لشركة العال في 28 أغسطس 1969م.. ونذكر كذلك الشهيدة فاطمة النجار من مخيم جباليا التي استطاعت تنفيذ عملية استشهادية رغم كبر سنها وتفجير نفسها في قوة من جنود الاحتلال خلال اجتياح جباليا عام 2006، ولا ننسَ الاستشهاديات ريم الرياشي، وهبة دراغمة، وآيات الأخرس، وهنادي جرادات، ودارين أبوعيشة وميرفت مسعود وغيرهن.
ولا ننسَ هنا الأسيرات اللواتي تعرضن لشتى أنواع التعذيب في سجون الاحتلال؛ كل التحية والتقدير لهن ولتحديهن ظلمات السجن وجرائم السجان، كل التحية لنساء فلسطين الماجدات في اليوم العالمي للمرأة وهي تتعالى على الآلام والجراحات من أجل وطنها وشعبها المحاصر.