قال خبير عسكري لدى الاحتلال إسرائيلي، أن "جيش الاحتلال يستعد لخوض معاركه القادمة من خلال أدوات وأساليب عصر الديجيتال، لكن هذه الأدوات تواجه الكثير من العقبات والإشكاليات".
وأكد المحلل العسكري في موقع "واللا العبري"، أمير بخبوط، أنه يوجد "فجوات ميدانية قائمة دون حل حتى الآن، رغم أن الكثافة النارية قد تغير قواعد اللعبة".
وأضاف في تقرير له أنه "منذ انتهاء حرب لبنان الثانية في 2006، بات واضحاً أن نقل المعلومات الاستخبارية في ساحة المعركة تواجهها إشكاليات عديدة، مما أوجد صعوبات أمام الطيارين في معرفة مكان العدو المتخفي".
ويرى بوخبوط، أن "تحديد الأهداف الثابتة المرشحة للاستهداف في أرض العدو، واجهت عقبات جدية في ظل البيروقراطية التي اعترضت طريقة كيفية تحديد هذه الأهداف في أوقات الحاجة العملية، وليس التدريبات النظرية".
ونوه إلى أنه "بعد مرور 5 سنوات على انتهاء حرب غزة الأخيرة (2014)، فإن هذه المشاكل لم تجد طريقها إلى الحل بعد، خاصة في ضوء التباينات القائمة بين الأجهزة الكبيرة داخل المؤسستين العسكرية والأمنية، لاسيما في صفوف الجيش، فالخلافات على الصلاحيات ما زالت على حالها".
واستدرك: "الضغط الذي مارسه وزير الحرب الحالي نفتالي بينيت في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، للعمل داخل العمق الفلسطيني في قطاع غزة، كشف عن الكثير من الفجوات الإشكالية في المنظومة".
وأردف: "وهو ما واجهه الجيش سابقاً في 51 يوماً من القتال أمام حماس، وهي أحد المعارك الأطول التي خاضها الجيش في حياته".
وأوضح أن "رئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي يعلم تماما أن ما يحتاجه رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان)، لحل هذه المشاكل الحرجة الواردة أعلاه تتجاوز بعض الأمور الفنية، وإنما ثورة في عالم الديجيتال والمعرفة العلمية في أوساط الجيش لمساعدته في عمله الأمني الاستخباري".
وأكد أن "المشكلة التي تواجه (إسرائيل) تتمثل، برغبة العدو في إطلاق النار والقذائف الصاروخية، ثم الاختفاء عن الأنظار، مما يتطلب زيادة عدد الأهداف المرشحة للضرب، مع دقة التصويب".
واستطرد: "مع العلم أن هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، تتحدث عن آلاف الأهداف المنتشرة في قطاع غزة، قد تكون عرضة للاستهداف في اليوم الواحد خلال المواجهة القادمة".
وتابع: "تحديد الأهداف في حروب سابقة خاصة حروب غزة 2008-2009 كان يتم عبر حواسيب متنقلة مع الجنود والضباط، مع تقنيات جغرافية دقيقة".
وبيّن: "لكن معركة الجرف الصامد في 2014 كشفت عن إشكاليات كبيرة، ولذلك من التحديات اللازمة أن يكون جهاز الاستخبارات لديه الصلاحية الكاملة للتواصل مع أسلحة البر والبحر والجو والقوات الميدانية لتفعيل النار اللازمة".
وأشار إلى أنه "كان صعبا في السابق إقناع المنظومة العسكرية الإسرائيلية بإجراء هذا التواصل المباشر بين جهاز الاستخبارات ومختلف أسلحة الجيش، لكن هذا الأمر تم أخيراً، بعد أن حاز جهاز أمان ما نسبته 80% من التكنولوجيا المتوفرة لدى الجيش، ومن خلاله تم إقامة شبكة الإنترنت الخاصة بالجيش، ويعمل فيها 400 من الجنود والمجندات، ثلثهم من المهندسين، والباقي فنيون وخبراء".
ولفت النظر: "بعد أن كان تحديد الهدف لتوجيه الضربة إليه بأرض العدو، يستغرق 20-30 دقيقة، فإنه اليوم لا يزيد عن ثوان معدودة، ولكن يبقى السؤال؛ أن الجيش الذي حدد أهدافاً تمس مراكز القوة المفصلية لحماس في غزة 2014، لماذا إذن استطاعت الحركة أن تواصل القتال 51 يوما متواصلا دون توقف؟".