انتشر خلال السنوات الماضية استخدام البطاقات الذكية بشكل كبير في مجالات متنوعة في الحياة، من أبرزها ما يُستخدم في عمليات التسوق والشراء (البطاقات الائتمانية) عِوضاً عن استخدام النقود، حيث يُمكن لحاملها إيداع أي مبلغ مالي -مهما كان كبيراً- في حسابه، ومن ثم استخدام بطاقته البنكية في تنفيذ المعاملات المالية المختلفة، فهي تتميز بخفة وزنها كونها مصنوعة من مادة البلاستيك، كما أن درجة الأمان فيها عالية، فإنها إذا فُقدت يُمكن الإبلاغ عن ضياعها فيتم إيقاف تفعيلها مُباشرة، ولن يستطيع من وَجَدها أن يستخدمها بأي حال من الأحوال، أما النقود إذا ضاعت أو سُرقت فإن احتمالية استرجاعها ستكون ضئيلة جداً، ما يعني خسارة ذلك المبلغ المالي.
في المستقبل القريب ربما نستغني عن استخدام مثل هذه البطاقات فتصبح شيئاً من الماضي، وذلك بفضل تقنية جديدة ابتكرتها شركة ماستر كارد (Master Card) الأمريكية تتيح الدفع الإلكتروني للمستخدم بعد التعرف على هويته بواسطة "مشْيَته"، وتعمل هذه الشركة على تطوير تقنية تُحدد هوية العميل (حامل البطاقة) من طريقة مشْيَته، وتقوم بمطابقتها مع حسابه في البنك لتسمح له الدفع تلقائياً في محطات المترو أو القطار أثناء عبوره حواجز المرور.
وأطلقت الشركة على هذه التقنية اسم "تقنية تحليل المشْيَة Gait analysis technology"، التي تعتمد على كاميرات قائمة على الذكاء الاصطناعي متصلة بمراكز بيانات الشركة والبنك، يتم تركيبها حول وداخل محطات مترو الأنفاق والقطارات، لتصوير الركاب أو المسافرين عند اقترابهم من حواجز المرور وتقوم بتحديد هويتهم من طريقة "مشيتهم"، وبمجرد إتمام عملية المطابقة مع حساباتهم في البنك، تُفتح الحواجز المرورية للسماح لهم بالدخول مباشرة دون الحاجة لإبراز بطاقات الخصم أو الائتمان.
بحسب المتحدث باسم شركة ماستر كارد فإن الشركة قد أبرمت بالفعل اتفاقيات تعاون مع منظمات النقل لتطوير أنظمة دفع إلكترونية قائمة على تقنية التعرف على الوجه وطريقة المشي، وأشار إلى أن الشركة تختبر عدة طرق للمصادقة، مثل: الطريقة التي يحمل بها المستخدم هاتفه، أو الأذن التي يستعملها لإجراء مكالمات، أو كيفية لمس الأصابع للأزرار، كما أنها اختبرت أيضاً نبضات القلب وتقنية مسح الأَوْرِدَة، إضافة إلى الطريقة التي يمشي بها الشخص.
هذا الأمر لن يعدو غريباً إذا ما علمنا أن أحد برامج الحاسوب الذكية التي تم تطويرها حديثاً، يُمكنه التعرف على هويات الأشخاص ليس بواسطة الوجوه أو البصمات، بل عن طريق أسلوب الرقص، بغض النظر عن نوع الرقص، وما يخفيه المُستقبل أعظم.