فلسطين أون لاين

​"البؤر الاستيطانية" تنغص حياة المقدسيين وتلهب خطوط الاشتباك

...
صورة أرشيفية لأحد مستوطنات الاحتلال
القدس المحتلة / غزة - رنا الشرافي

فرضت البؤر الاستيطانية على المقدسيين الخضوع لنمط الحياة العسكرية أو الرحيل، ومع ذلك يصر أصحاب الأرض والمكان على الصمود رغم ألوان المضايقات التي يتعرضون لها، بما يؤكد قطعية امكانية التعايش بين صاحب الحق والأرض وبين محتل غاصب.

بؤر استعمارية

الدكتور محمد جاد الله عضو الائتلاف من أجل القدس، أكد أن البؤر الاستيطانية الموجودة في القدس ليست اسكانية كما يزعم الاحتلال وإنما هي بؤر استعمارية مخالفة للقوانين والأعراف الدولية.

وقال جاد الله لصحيفة "فلسطين": "إن هؤلاء هم أعداء للشعب الفلسطيني، فهم مجموعة من القتلة والمجرمين الذين يحملون السلاح على الدوام ومستعدون لإطلاق النار على أي فلسطيني طفلاً كان أو شيخا أو حتى امرأة".

وأضاف: "نحن نعيش حالة صراع بين الفلسطينيين أصحاب الأرض والمستوطنين الذي اغتصبوا الأرض، وهي صورة مصغرة للصراع الكبير والقديم بين الشعب الفلسطيني والمحتل الإسرائيلي".

واسترسل جاد الله: "هم يريدون أن يستولوا على هذه الأرض ونحن نتمسك بحقنا فيها، وهم يريدون السيطرة على الأرض حتى يستطيعوا التحكم في أصحابها وطردهم منها بل من كل الارض الفلسطينية".

وشدد على أن المقدسيين في مدينة القدس المحتلة يعيشون حالات توتر دائمة، ويتعرضون لجرائم يرتكبها المستوطنون بحقهم على الدوام، والتي لم تقتصر على أذية الإنسان فقط بل تجاوزته إلى أذية الشجر والحجر وكل ما ينتمي للهوية الفلسطينية.

رقابة مفرطة

وفي سياق متصل، أوضح الناشط المقدسي ناصر الهدمي، أن أي بؤرة استيطانية يقوم الاحتلال الإسرائيلي بزرعها داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ولا سيما في القدس المحتلة يكون لها أهداف متعددة منها ما هو استخباري عسكري ومنها ما هو ديمغرافي أو سياسي لطرد أهلها منها.

وقال الهدمي لصحيفة "فلسطين": "بمجرد دخول البؤرة الاستيطانية للمكان، معنى ذلك أن معالم المكان وطبيعة الحياة فيه قد تغيرت تماما"، مشيراً إلى أن وجود البؤر الاستيطانية يقيد حياة السكان المقدسيين من حيث الحركة وحتى زيارة أقربائهم لهم يجب أن تكون تحت المراقبة، وكذلك أوقات معينة يعيشونها في ظل منع التجول.

وتابع: "المقدسيون المجاورون للبؤر الاستيطانية يتغير طابع حياتهم وظروفهم الاجتماعية فيغدون كأنهم أسرى وما هم بأسرى"، ملفتاً إلى أن بعض المحال التجارية المقدسية التي تشهد نشاطاً تتعرض لمضايقات من قبل المستوطنين لدفع أصحابها إلى إغلاقها.

وقال الهدمي: "يكفي وجود البؤرة الاستيطانية في المكان حتى يتحول إلى موقع عسكري يضج بالجنود الإسرائيليون بغرض حماية المستوطنين وهو ما يدفع بعض المواطنين إلى بيع أملاكهم والرحيل وهو الأمر الذي حرمه أهل الفتوى".

وأكد على استحالة التعايش بين المقدسيين أصحاب الحق والأرض مع المستوطنين المغتصبين للأرض، شارحاً أن المستوطنين ينظرون للفلسطينيين بنظرة دونية وعنصرية وأنهم لا يستحقون الحياة، ولذلك هم يتعمدون استفزاز المقدسيين على الدوام.

وبين الهدمي أن الحياة في القدس المحتلة صعبة للغاية على المقدسيين وأن الاحتلال يسعى بكل السبل لإسقاط الشباب المقدسي في وحل الرذيلة والمخدرات ورجال المخابرات، وقال: "الشاب المقدسي أمامه المستوطنة، والجنود، وشارع يافا المليء بالكازينوهات".

واعتبر أن صمود المقدسيين لا يضاهيه صمود، وأنهم يواجهون إغراءات مادية ونفسية صعبة للغاية، كما أنهم يواجهون تضييقات حياتية واجتماعية لدرجة أن عليهم أن يبلغوا المخابرات الإسرائيلية بأسماء من ينوون زيارتهم من أقاربهم.

ونبه المقدسيين إلى ضرورة الاحتفاظ بممتلكاتهم، وألا يرضخوا لأفعال الاحتلال التي تدفعهم إلى ترك مدينتهم، داعياً الأمة العربية والإسلامية إلى دعم هذا الصمود بكل السبل وتقدير حجم ما يعانيه المقدسيون بسبب الاحتلال.

وسيلة للتهويد

بدوره، يؤكد فخري أبو دياب رئيس لجنة الدفاع عن حي سلوان، أن وجود البؤر الاستيطانية في المكان يعتبر من وسائل التهويد للأرض الفلسطينية، وطرد المواطنين من المكان.

وقال أبو دياب لصحيفة "فلسطين": "إن الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية من قبل البؤر يمنع استغلالها يحد من التوسع العمراني فيها من قبل المقدسيين، ناهيك عن وجود حراسة عسكرية دائمة في الشوارع".

وأشار إلى أن البؤر الاستيطانية تصبح مغلقة تعيق تحرك المقدسيين وتحدد ساعات مرورهم منها، عدا عن أن وجود البؤر الاستيطانية يهدف إلى ادخال ثقافة تمييع غريبة عن ثقافة المجتمع الفلسطيني من خلال بعض الملصقات او التصرفات غير مقبولة بهدف حرف الشباب.

وأوضح أبو دياب أن البؤر الاستيطانية تحاط باسلاك شائكة وتقوم بتسليط أضواء كاشفة وقوية بالليل بشكل كبير لضمان الحماية "وهذا يزعج السكان لدرجة أنهم لا يستطيعون النوم"، ناهيك عن استخدامهم مكبرات الصوت وخاصة في الليل.

ولفت أيضاً إلى وجود احتكاكات بين المستوطنين والمارة من المقدسيين ومحاولات استفزاز المقدسيين من خلال إلقاء القمامة عليهم أو رفع الاعلام الاسرائيلية بكثرة وكأنهم يريدون أن يثبتوا أنهم موجودون رغم أنف الفلسطينيين.

وأكد أبو دياب أن جود المستوطنة يمنع تطوير الحي والبناء لأن التطوير يقتصر عليها ليكون ذلك سبباً للضغط على السكان لترك الحي، عدا عما يتعرض له المواطنون بسبب هذه البؤر من اقتحامات لمنازلهم واعتقالات للضغط على السكان لترك المكان.