يتسابق الجنرالات الصهاينة قبل أيام من الانتخابات الإسرائيلية الثالثة التي تجري خلال سنة واحدة، والتي جاءت بعد فشل جولتي انتخاب من التوافق على تشكيل حكومة إجرام جديدة تواصل جرائمها بحق الفلسطينيين، وتواصل مشاريع الاستيطان والتهويد.
يسارع الزمن الجنرالات الصهاينة وقطعان المستوطنين في تنفيذ مخططات الاستيطان وتهويد القدس لعام 2020، والتي تسير وفقا لبنود صفقة ترامب نتنياهو التصفوية، حيث صادق وزير الجيش الصهيوني على بناء أكثر من (1900) وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، بل إن (نفتالي بينت) يتباهي أمام قطعان المستوطنين في الإعلان عن مشاريع الاستيطان والتهويد.
يعيش رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وهو أكثر مسؤول صهيوني مكث في الحكومة – حالة من الترقب والحذر ونحن على مقربة من الانتخابات الإسرائيلية الرابعة، حيث تشير استطلاعات الرأي في الكيان تفوق حزب أزرق أبيض على حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو بفارق 4 مقاعد،(36) لصالح أزرق أبيض، مقابل (32) لليكود، والقائمة العربية المشتركة تحصل على (14) مقعدا بالكنيست.
هذه الاستطلاعات التي تنشر بكثرة قبل الانتخابات تجانب الصواب كثيرا، ولكن يبقى التعويل على القدرة على تشكيل حكومة جديدة، ليواجه (نتنياهو) مصيره الجديد وهو السجن بسبب قضايا الفساد والرشوة التي تنتظره.
نتنياهو لن يترك الميدان لخصومه لتشكيل حكومة أو الفوز عليه، بل سيعمل كل ما في وسعه من أجل إنقاذ مستقبله السياسي، حيث أقدم على عدوان بشع ضد غزة، جريمة هزت أركان العالم عندما قتل الصهاينة شابا فلسطينيا بالقرب من السياج الزائل، وقامت جرافات الاحتلال باختطاف جثمانه الطاهر، كما قامت طائرة الاحتلال بعملية اغتيال جبانة في دمشق بحق اثنين من كوادر حركة الجهاد الإسلامي.
ربما لا يقدم نتنياهو على مواجهة عسكرية مع غزة في هذا التوقيت خاصة أنه يدرك أن المواجهة مع غزة لها معادلات مختلفة، حيث سيخرج من هذه المواجهة خاسرا وربما يخسر مستقبله السياسي مثله مثل السابقين (ايهود بارك) و(أولمرت) وغيرهم الذين غرقوا في وحل غزة.
والكاتبة الصهيونية دانة فايس تحدثت في تقرير نشرته في الصحافة العبرية أنه، وقبيل وقت قصير فقط من الذهاب إلى الانتخابات الجديدة، "فإن معسكر اليمين الإسرائيلي تراجع عن سياسته الحربية تجاه غزة، وآن الأوان لها أن تتحطم على صخرة الأمر الواقع في الجبهة الجنوبية".
أمام نتنياهو أيام قليلة لمعرفة مصيره السياسي، وهو الآن في تفكير متواصل من أجل الخروج من هذا المأزق وبأقل الخسائر في حال فوز مرشحه المنافس (بني غانتس) وقيامه بتشكيل حكومة ذات أقلية واعتماده من رئيس الدولة في الكيان؛ وتبقى حسابات نتنياهو على اعتقاد الصهاينة أنه الزعيم الأقوى لتولى أية حكومة إسرائيلية جديدة ويختلف عن غيره من إدارة الحكم في الكيان.
إن الإسرائيليين في اليمين و اليسار وغيرهم أعداء في كفة واحدة ويعملون على هدف واحدة هو قتل الفلسطينيين وسرقة أرضهم وحماية أمن الكيان، وما يحدث هذه الأيام في الدعاية الانتخابية قبل الانتخابات اعتدنا عليه دومًا.. الأعداء يتنافسون بينهم لخدمة الكيان وإطالة عمره.. أما نحن فننتظر ماذا يحدث في الانتخابات ليكون ردنا؛ وفي المقابل مشاريع ومخططات الصفقة التصفوية تسير قدما دون حسيب أو رقيب.