فلسطين أون لاين

الأهالي يشككون أهي حية أم مسلوبة الأعضاء؟

8 جثامين يرفض الاحتلال الإفصاح عن مصيرها.. لماذا؟

...

القدس / غزة - رنا الشرافي

ثمانية أشهر وأكثر، مضت على انطلاق ثورة السكاكين في القدس المحتلة والضفة الغربية، رداً على انتهاكات الاحتلال واقتحامات مستوطنيه للمسجد الأقصى بشكل يومي واستفزازي، ولا تزال جثامين 8 شهداء فلسطينيين محتجزة لدى الاحتلال الإسرائيلي دون الإدلاء بأي معلومة عنها.

استمرار احتجاز جثامين الشهداء دفع الحملة الشعبية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال الإسرائيلي للخروج بمؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي مطالبة بالكشف عن مصير أبنائها الشهداء، وأنه بدأ يساورها الشك في أن أبناءها قد يكونون على قيد الحياة أو مسلوبي الأعضاء.

تكتيم متعمد

عبد السلام أبو غزالة، والد الشهيد ثائر أبو غزالة الذي استشهد في 8 أكتوبر الماضي، ولا يزال جثمانه محتجزا لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي دون الإفصاح عن مصيره، أو حتى السماح للصليب الأحمر برؤية جثمانه، عبر عن قلقه من هذا التكتم.

وقال في حديث لصحيفة "فلسطين: "هناك ما يدعو للريبة، لماذا يبقي الاحتلال الإسرائيلي هذه الجثامين محتجزة، ولم يسمح لنا أو للصليب برؤيتها، هل هم أحياء أم أن أجسادهم سُرقت أعضاؤها؟".

وأفاد والد الشهيد أبو غزالة، أن أهالي الشهداء طلبوا من الصليب الأحمر الكشف عن مصير أبنائهم من خلال فرقهم الطبية المختصة، ولكن حتى اللحظة لم يتلق الأهالي أية إجابة شافية.

وعبر أبو غزالة عن أسفه من غياب أي جهة تدعم طلبهم سواء فلسطينية أو دولية، متمنياً أن يحدث تقدم في الملف بعد تقديمه لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي.

ثلاثة مرات

بدوره، أوضح المحامي محمد عليان، الناطق باسم الحملة الشعبية، ووالد الشهيد المحتجز جثمانه، بهاء عليان، أنه لا يجزم بمصير ابنه ولا باقي الشهداء، وقال في حديث لصحيفة "فلسطين": "منذ نحو تسعة أشهر ونحن نطالب الاحتلال برؤية أبنائنا ومعاينة الجثامين من قبلنا أو من قبل أطباء محايدين أو مؤسسات دولية".

وأكد عليان أن اللجنة ليست فقط تطالب بالكشف عن حقيقة كونهم أحياء أو تعرضوا لسرقة أعضاء، بل أيضاً تطالب بالتحقيق في ظروف إعدامهم، مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال ترفض "إبداء الرأي" فيما بتعلق بهذا الملف.

وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي يماطل في تسليم جثامين هؤلاء الشهداء دون إبداء أي معلومة تتعلق بمصيرهم، وقال:" لذا يساورنا الشك بأن هناك حقائق مخفية وراء هذا الضباب، والاحتلال لا يريد أن يكشفها لا للأهل ولا للرأي العام".

وتابع:" نفترض أنهم أحياء ما لم يتضح عكس ذلك"، ملفتاً أن الحملة تقدمت للصليب الأحمر الدولي بكتاب يطالبهم بالإسراع في معاينة الجثامين، والتحقق من هويتها وظروف احتجازها، ومعرفة إذا ما تعرضت للتشريح أو سرقة الأعضاء أو عبر أطباء محايدين ومختصين".

وذكر أن هذا هو الطلب الثالث الذي يقدمه الأهالي للصليب الأحمر، وقال:" الصليب يقول أنه يقوم بواجبه لكننا لم نلمس ذلك، ونأمل أن يتجاوب معنا هذه المرة".

موقف السلطة؟!

قبل التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية هناك إجراءات طويلة، تبدأ بما يسمى "إحالة الحالة"، لقبول قضايا من السلطة الفلسطينية هناك أربع مراحل، علينا أن نتجاوز اثنتين منها حتى نصل لمرحلة يمكننا المتابعة.

وأضاف: "إن قتل الشهداء هكذا يعتبر جريمة حرب، ولكن لا أعتقد أن محكمة الجنايات قد تحدث تقدما سريعا بالملف لأنها تحتاج إجراءات تستنزف مدة طويلة من الزمن، وتأثيرها سيكون وطنيا أكثر من كونه شخصية.

وحذر القيادة الفلسطينية من أن الاحتلال الإسرائيلي إذا تمكن من فرض قواعد مجحفة للإفراج عن الجثامين، فإن هذا سينسحب على كل الشهداء المحتملين في المستقبل، وسيكون الاحتلال هو المتحكم في المقابر وطريقة الدفن.

وقال: "هذا الموضوع إنساني ووطني بامتياز ويجب على السلطة الفلسطينية أن تتخذ موقفاً واضحاً تجاه هذا الأمر، سواء دولياً أو من خلال بيانات أو تحركات على صعيد الاتصال مع الاحتلال، أما جعله رهينة لما يسمى وزير الأمن الداخلي فهو أمر خطير جداً خاصة وأننا في مرحلة تحرر وطني".

ضغوط دولية

وفي سياق متصل، يرى النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي عباس زكور، أنه يجب وجود جسم عربي فلسطيني أو عالمي لمخاطبة الاحتلال الإسرائيلي فيما يتعلق بملف أسرى الحرب "الشهداء".

وقال في حديث لصحيفة "فلسطين": "نطالب العالم العربي والإسلامي بأن يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وأن يطالب الاحتلال الإسرائيلي بإعطاء معلومات واضحة حول مصير كل معتقل أو محتجز أو شهيد، لإحراج الاحتلال".

وفسر إعادة الاحتلال حجز جثامين الشهداء، بأن حكومة الاحتلال الحالية هي من اليمين الإسرائيلي وأي مسؤول إسرائيلي يقدم تسهيلات يخسر أصوات المتطرفين، ولذلك هم يتبارون في معاداة الفلسطينيين حتى يكسبوا أصوات اليمين المتطرف لأجل الانتخابات.

واعتبر احتجاز 8 شهداء، من بين 120 جثمان شهيد وعدم السماح للصليب الأحمر برؤيتهم أنه يشير إلى أن الاحتلال يخفي شيئا ويجب الضغط عليه دولياً للكشف عما حصل مع هؤلاء الشهداء".