فلسطين أون لاين

تقرير "الفجر العظيم" تكبح جماح الاحتلال في الحرم الإبراهيمي

...
الخليل- غزة/ أدهم الشريف:

تأكيدًا على هويته الفلسطينية والإسلامية، انطلقت حملة الفجر العظيم في كانون الآخر (يناير) الماضي، بداية من الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، وتمددت إلى باقي محافظات الضفة المحتلة.

ويقول خطيب الحرم الإبراهيمي الشيخ حفظي أبو سنينة: "إن الحملة لاقت اهتمام المواطنين في مدينة الخليل، وأصبح حضور الرواد والمصلين قويًّا إلى المسجد، بهدف تفويت الفرصة على الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول إفراغ الحرم من المصلين والبلدة القديمة في الخليل من سكانها الأصليين".

ويؤكد أبو سنينة في اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين" أن الحرم الإبراهيمي سيبقى دومًا عامرًا بأهله سكان الخليل.

ويشير إلى أن الحملة على مدار الشهور الماضية منذ انطلاقها كان لها أثر بالغ في زيادة عدد رواد المسجد، مضيفًا: "لو كان هناك تراجع لوجدنا ذلك على أرض الواقع".

ويتابع: "رغم البرد القارس والشتاء، إن المواطنين آثروا أن يأتوا المسجد لأداء الصلاة وإقامة الأمسيات والمشاركة فيها داخل الحرم".

ويؤكد أن لذلك دورًا كبيرًا في دعم الحرم بوجود المسلمين داخل أروقته بأعداد كبيرة، خاصة يومي الإثنين والأربعاء من كل أسبوع.

ويكمل: "الاحتلال يحاول تفريغ منطقة الحرم من أهلها، لكن بصمود وإرادة شعبنا وانتمائه الحقيقي، سيجعل أهل المدينة دومًا بين أروقة المسجد"، مشيرًا إلى أن الاحتلال أصبح الآن يحسب ألف حساب للأعداد الوافدة إلى الحرم.

ويقول: "رغم البوابات التي يضعها الاحتلال قرب الحرم والحواجز والتدقيق الشديد في هويات المواطنين، الأعداد ما زالت تزداد ويزداد مع ذلك صمود وصلابة أبناء شعبنا وتمسكه بأرضه ومقدساته".

ويعرب عن شكره لعائلات الخليل وأصحاب الشركات والمحلات التجارية، لمشاركتهم في فعاليات حملة الفجر، وتبرعهم، مشيرًا إلى أن هناك من يصنع الحلويات بمختلف أشكالها ضمن الحملة.

من جهته يقول منسق لجنة الدفاع عن مدينة الخليل الحقوقي هشام الشرباتي: "إن الاحتلال يسيطر على جزء كبير من الحرم الإبراهيمي بعد أن حوله إلى منطقة عسكرية، ولا يسمح إلا لسكان الخليل فقط بأداء الصلاة ومغادرته مباشرة، في حين يستولي المستوطنون على حدائق الحرم ويسيرون ما تسمى "الرحلات التلمودية" إليه".

وفي اتصال مع صحيفة "فلسطين"، يضيف الشرباتي: "إن الاحتلال في السنوات الماضية طور نظام فصل عنصري في الخليل، وعزل مناطق واسعة بالحواجز، ما عرض مواطنين داخل هذه المناطق لعملية تطهير عرقي بهدف تهجيرهم".

وانطلاقًا من تطور انتهاكات الاحتلال نوعيًّا، خاصة في الخليل، برزت فكرة تعزيز الوجود الفلسطيني في الحرم، فكانت حملة الفجر العظيم، رفضًا للوجود الاحتلالي والاستيطاني في المدينة، وتأكيدًا على هوية الحرم، كما يقول الشرباتي، مشددًا على أن الحرم الإبراهيمي فلسطيني بامتياز، وجزء من فلسطين المحتلة، والاحتلال ليس لديه أي صفة لتغيير الواقع الموجود، مخالفًا القوانين الدولية.

ويتابع: "هناك تصعيد في الإجراءات الاحتلالية في منطقة الحرم".

ويشير إلى أن تعداد المصلين في صلاة الفجر قبل انطلاق الحملة كان لا يتجاوز العشرات، لكن بعد انطلاقها أصبح العدد بالآلاف، ووصل في ذروته إلى 15 ألف مصلٍّ في صلاة الفجر.

وينبّه إلى أن الزيادة الكبيرة في عدد المصلين شكلت مفاجأة للاحتلال الذي سعى على مدار السنوات الماضية إلى إخلاء الحرم الإبراهيمي من المصلين، بالحواجز والبوابات التي لا يمر أحد في طريقه إلى الحرم إلا ويعبر من خلالها.

ويختم: "البداية كانت في الخليل، وامتدت الحملة إلى المسجد الأقصى، ومدن ومحافظات الضفة الغربية، بهدف كبح تطور انتهاكات وإجراءات الاحتلال ضد المقدسات الإسلامية".