فلسطين أون لاين

فخر... بك نفخر

 افتخر الشعب الفلسطيني، بالشهيد فخر أبو زايد قرط (53 عاما) من بلدة بيتونيا غرب رام الله، الذي لبى نداء الله والواجب بعد تنفيذه عملية إطلاق نار تجاه جنود الاحتلال غرب رام الله قبل أيام.

جيش الاحتلال زعم أنه بعد جهد تشغيلي واستخباري قامت به جميع قوات الأمن، وبعد عمليات مسح واسعة النطاق عثرت على جثة يُشتبه في كونها لمنفذ عملية إطلاق النار في تقاطع لواء "أفرايم"، وهو ما يعني فشلا تاما لكل أجهزته طيلة أيام مع أن الشهيد كان على بعد كيلومتر واحد فقط من مكان العملية جريحا وحيدا مؤمنا بقضيته.

أراد الشهيد فخر أن يختتم حياته بالفخر والعزة وكان له ذلك، فاختتم ( 53عاما) من حياته بالشهادة من أجل تراب الوطن الغالي.

أراد الشهيد فخر وعلى طريقته أن يقول كفى للتطبيع، ولا لصفقة القرن، ولا للمحتل، ولا لكل أشكال الظلم والذل.

إن سألت عائلة الشهيد فسرعان ما يقولون شهداؤنا راياتنا ووسام شرف لأبناء شعبنا كافة، الذي يواصل التصدي لصفقة ترامب ومشروع نتنياهو للضم، وقافلة الشهداء لن يكون الشهيد فخر أولها ولا آخرها وتمضي قدما.

الاحتلال كعادته أخفى خسائره وقت عملية الشهيد فخر وزعم أن جنديا "إسرائيليا" أصيب بجراح خطيرة في السادس من فبراير الجاري في عملية إطلاق نار عند بلدة رأس كركر غرب رام الله نفذها فلسطيني بسيارة مسرعة وانسحب من المكان.

رصاصات حاقدة وجبانة؛ ملؤها الكراهية والإجرام والإرهاب؛ وضعت حدا لحياة الشهيد فخر، لا ذنب له سوى أنه أحب وطنه ورفض الظلم الواقع على أبناء شعبه الصابر، لتصيبه عشر رصاصات.

الشهيد فخر أراد العيش بكرامة وحرية وشرف دون إذلال وتعرية الجنود والمجندات له على حواجز الاحتلال، وكان يأمل بمستقبل مشرق وأفضل لوطنه، وبأحلام جميلة تبخرت وقتلت كلها تحت زخات الرصاص الجبانة.

الشهيد  فخر؛ علم  وجدد معاني العزة والفخار، وأيقظ النائمين المستطيبين للدعة والراحة، وجسد معاني البطولة والتضحية بالنفس في أبهى وأرقى صورها؛ لأجل الدفاع عن المظلومين والمعذبين والمضطهدين.

الشهيد هز مشاعر الفلسطينيين، وتعمد الاحتلال نشر صورة جثمانه الطاهر على كف جرافة. يريد الاحتلال عبر صور القتل القول: نحن الأقوى، وهذا مصير من يفكر بمواجهتنا، ويرفض الذل والعبودية، ولا مجال لكم أيها الفلسطينيون سوى شكرنا على قتلكم وذبحكم وتهجيركم والقبول بصفقة القرن والتطبيع معنا.

لا شك أن قوة جنود وجيش الاحتلال هي مجرد فقاعات، وزبد السيل، وعبارة عن نمر من ورق؛ وإلا كيف نفسر أن ينصب الشهيد فخر كمينًا وحده ويصيب جنودا وينسحب بسلام؟ ولولا الإصابة لاختفى.

يريد الاحتلال من صور القوة الكبيرة التي يتعمد وجودها وتصويرها خلال عمليات الاعتقال والتصفية، أن يقول للفلسطينيين إنه لا جدوى من مقاومتكم ورفضكم للاحتلال، وميزان القوى لا يعمل لصالحكم، ويوجد فارق كبير ولا يقارن، وما عليكم إلا الاستسلام؛ إلا أن الرد يكون سريعا بأن من أجبركم على ترك جنوب لبنان، والانسحاب من غزة صاغرين ذليلين؛ هو أيضا قادر على تكرار ما نجح فيه مرتين.

يسترخص جنود الاحتلال دماء مواطني الضفة؛ كونه يعلم مسبقا أن حدود الرد على جرائمه، وحدود العمل محدودة ومقيدة لعوامل وأسباب مرحلية صعبة؛ لكنه يدرك أن يومه قادم لا محالة، وأن مصيره لن يكون أحسن حالا من المحتلين والظالمين الذين سبقوه؛ وإلى مزابل التاريخ؛ فلكل فعل رد فعل، وفعلهم الأفاعيل بالشعب الفلسطيني ليس مجردا من الرد، والرد يكون من قوة استمدت من الله، ومن أناس باعوا أنفسهم لله.

المصدر / فلسطين أون لاين