الضفة الغربية والقدس المحتلتان تمثلان عند الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية نقطة الارتكاز في تطبيق صفقة القرن التصفوية للقضية الفلسطينية؛ لذا فإن خطوات تنفيذ الصفقة بدأت في الضفة الغربية وأيضا القدس المحتلة.
وقد بدأت ميدانيا على الأرض سلطات الاحتلال العمل على تنفيذ خرائط ضم مستوطنات الضفة وفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية والقدس.
قبل أيام تحدث رئيس حكومة الكيان (نتنياهو) أن حكومته ستعمل على تحويل الضفة الغربية إلى جزء لا يتجزأ من دولة (إسرائيل) معلنا عن لجنة فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة وهي لجنة إسرائيلية أمريكية مشتركة لترسيم الخرائط للمستوطنات في الضفة التي سيتم ضمها للكيان، ويتكون طاقم اللجنة المشتركة حسب المصادر الإسرائيلية من الوزير الليكودي (ياريف ليفين)، و(مئير بن شابات)، و(رونين بيريتس)، حيث يستعين أفراد الفريق بالسفير الأمريكي لدى (إسرائيل) ديفيد فريدمان؛ وهو أيضاً عضو في اللجنة المشتركة ويمثل الجانب الأمريكي.
إن ضم مستوطنات الضفة المحتلة وتنفيذ سيناريوهات صفقة القرن ورسم خرائط جديدة هدفه بالأساس تعزيز الأمن الإسرائيلي في الضفة المحتلة والمستوطنات الجديدة ومواصلة مشاريع تهويد الضفة الغربية، وهذا ما صرح به حديثا نتنياهو بقوله: "خطة صفقة القرن سوف تعزز الأمن الإسرائيلي بالضفة، وتؤمن مستقبل وجودنا بالمنطقة و ستؤدي إلى اعتراف أمريكي بالاستيطان اليهودي بالضفة، وذلك لأول مرة منذ قيام الدولة الإسرائيلية، حسب نتنياهو.
ما يحدث من وقائع ميدانية على الأرض وفقا للصحافة العبرية يؤكد أن اللجنة الإسرائيلية الأمريكية باشرت أعمالها لتحديد المناطق التي ستفرض عليها السيادة الإسرائيلية، كما أن هناك خطة إسرائيلية خطيرة تعمل على بناء شبكة كهربائية في الأراضي الفلسطينية وهي تستهدف بالأساس خدمة مستوطنات الضفة الغربية حسب ما أعلنته أخيرا هيئة البث الإسرائيلي (كان) أن شركة الكهرباء الإسرائيلية بلورت خطة شاملة لتطوير البنى التحتية الكهربائية في الضفة للتجمعات السكنية الفلسطينية واليهودية (المستوطنات) على حد سواء.
إن أعمال ترسيم الخرائط الجديدة للمستوطنات تمثل خطوة عملية لتنفيذ صفقة القرن وهي تسير قدما وبحماية أمريكية كاملة من إضافة الصفة القانونية على ما يحدث على الأرض في تنفيذ الخرائط الجديدة وتطبيق سياسة صهيونية أمريكية جديدة برؤية عسكرية أمنية بهدف إجهاض إقامة دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي.
إن الغطرسة الإسرائيلية التي تسير بغطاء أمريكي تؤكد مجددا المشاركة الأمريكية في كل الجرائم الإسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني، وأن المشاريع والمخططات الأمريكية للمنطقة تتناغم مع مشاريع الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يؤكد أن أمريكا لم تعد وسيطا نزيها في إيجاد الحلول للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بل إن الإدارة الأمريكية تشرعن للاحتلال جرائمه وتعطيه الضوء الأخضر الأممي لمواصلة مجازره تجاه شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
كشفت المؤامرة الأمريكية الصهيونية "صفقة القرن" عن الوجه القبيح للمجتمع الدولي الذي لا يحرك ساكنا أمام هذه المخططات الإجرامية ومشاريع التهويد والفصل العنصري والإبادة والتشريد بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.