فلسطين أون لاين

تقرير "الفجر العظيم" .. مقاومة فلسطينية ونصرة عربية جديدة للقدس ومسجدها

...
رام الله-غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

اتفق محللان سياسيان أن حملة "الفجر العظيم" باتت أسلوب مقاومة فلسطينية، وخياراً عربياً وإسلامياً جديداً نصرة لمدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك.

وقال هؤلاء لصحيفة "فلسطين"، أمس، إن استجابة أبناء شعبنا والشعوب العربية والإسلامية للحملة العظيمة، دليل فشل مخططات الاحتلال الإسرائيلي والأنظمة العربية في إبعاد الشارع الفلسطيني والعربي عن قضية القدس والأقصى.

وأدى عشرات آلاف المصلين، صلاة فجر الجمعة، خلال الأسابيع الماضية في مساجد فلسطين والأردن وتركيا وماليزيا؛ نصرة للقدس والأقصى.

ركيزة الصراع

المحلل السياسي صلاح حميدة، أكد أن ركيزة الصراع بين الاحتلال والفلسطينيين هي القدس والأقصى، الأمر الذي أكسب حملة "الفجر العظيم" صدى واسعا في فلسطين المحتلة والوطن العربي والإسلامي.

وعدّ حميدة التفاعل الكبير من المسلمين مع الحملة ناتجا عن إحساس المسلمين عامة بأن المسجد الأقصى "في دائرة الخطر" وسط مساعي الاحتلال والمستوطنين لهدمه وبناء "الهيكل" المزعوم على أنقاضه.

وأشار إلى أن المسلمين يعتبرون أن أي استهداف لـلأقصى هو استهداف لعقيدتهم، مثمنا هذا الالتفاف الواسع سيما في ظل محاولات استهداف الشارع العربي والإسلامي وتغييبه عن قضاياه الأساسية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ومقدساتها.

ورأى حميدة أن الاستعجال بالإعلان عن "صفقة ترامب" يأتي في إطار الاستعجال بتصفية القضية الفلسطينية "التي يرى فيها الاستعمار المحرك الاساسي لنهضة الامة".

وتابع: فجاءت حملة "الفجر العظيم" لتؤكد وعى وحيوية الامتين العربية والإسلامية.

وأكد حميدة أن هذه الحملة تقلق الاحتلال كون غالبية الثورات الفلسطينية تتعلق بالقدس منذ "هبة البراق" وانتفاضة الأقصى وغيرها، "فالاحتلال يدرك حجم وقوة هذه المبادرات في التأثير على جموع الامة في معركة التحرير"، لافتا إلى أن قمع المصلين في الأقصى عقب أداء صلاة الفجر دليل ارتباك الاحتلال وحيرته في التعامل مع الحملة.

إعادة الوعي

واعتبر المحلل السياسي ساري عرابي، حملة "الفجر العظيم" شكلا من أشكال النضال الفلسطيني، فبدأت من الحرم الإبراهيمي الذى جرى تقسيمه بين اليهود والمسلمين مكانيا منذ سنوات طويلة، وانتقلت للمسجد الأقصى المهدد بالتقسيم أيضا.

وقال عرابي إن امتداد الحملة إلى بقية مساجد الضفة يمثل استعادة للقيم الروحية والاخلاقية والوحدة الاجتماعية الضرورية جداً لتعزيز تماسك المجتمع في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تعصف به.

وأشار إلى أن حملة "الفجر العظيم" تساهم في استعادة القيم، واستعادة دور المساجد في تجميع الناس كخطوة لإحباط الاحتلال في "إعادة هندسة الوعي" لأهالي الضفة الغربية.

ورأى عرابي أن امتداد الحملة لبلدان عربية – كالأردن مثلاً-  يدل على أن الشعوب العربية ما زالت مرتبطة بالقدس والأقصى، وأنها ما زالت قادرة على الابداع والتطوير في وسائلها النضالية.

وقال: الشعب الأردني من أكثر الشعوب ارتباطا بفلسطين والاقصى من حيث الجغرافيا والتاريخ وتلاحم الشعبين ووجود ملايين اللاجئين الفلسطينيين على أرضه والرعاية الهاشمية للمقدسات.

وأكد عرابي أن امتداد حملة "الفجر العظيم" التي باتت مصدر قلق وازعاج للاحتلال، لن يستطيع الاحتلال إفشالها.