فلسطين أون لاين

هل نُزع فتيل الحرب الرابعة؟!

الوفد الأمني المصري في زيارة عاجلة لغزة. الوفد قدم لغزة من معبر بيت حانون بعد زيارة خاطفة لـ(تل أبيب). الذي يأتي لغزة من (تل أبيب) يحمل على الأرجح رسالة (تل أبيب) إلى غزة، لا سيما إذا كانت الزيارة قد أتت بعد ارتفاع نسبة التوتر على جانبي الحدود، وبعد مناقشة الكنيست موضوع غزة، وارتفاع الأصوات والمزايدات لتوسيع الحرب على غزة، بهدف ردع حماس، ووقف البالونات المفخخة، والإزعاجات الليلية.

دولة العدو في طريقها لانتخابات ثالثة، ربما لا تحسم النتائج لصالح طرف من الحزبين الكبيرين، ونتنياهو حاول اللعب على ورقة صفقة القرن لتحقيق مكاسب أفضل، ولكنْ ثمة شك في تحقق ذلك الهدف، وبالتالي اتجه لتهديد غزة بحرب موسعة قبل الانتخابات إذا لم توقف حماس الصواريخ والبالونات المفخخة. حماس بدورها عبّرت عن أنها لا تعمل للحرب، ولكنها ترد على العدوان، وعلى حكومة العدو الوفاء بقضايا التهدئة.

الطرف المصري دخل على خط هذه التوترات التي قربت الطرفين من الحرب الرابعة، بغرض نزع فتيل الحرب، والعودة إلى تفاهمات التهدئة، وقد جاء بهذه الرسالة لغزة، مشفوعة بتهديد إسرائيلي جدي! غزة تقدر موقف المصريين، وتستجيب عادة لنصائحهم، قبلت بوقف الصواريخ والبالونات الحارقة، في مقابل تنفيذ العدو تفاهمات التهدئة، وتعزيز التسهيلات الحياتية للمواطنين لا سيما أن غزة تعاني أزمة كهرباء وغاز مزعجة.

الوفد المصري عمل على إطفاء الحريق قبل وقوعه بساعات، وأعلنت الفصائل عن وقف البالونات المفخخة، وطالبت مصر بالضغط على العدو للالتزام بتعهداته في التفاهمات السابقة، حتى لا تعود المقاومة للأساليب الخشنة للضغط على حكومة العدو.

نحن الآن على مسافة شهر تقريبا من الانتخابات الثالثة في دولة الاحتلال، ولا مصلحة لنتنياهو في دخول حرب جديدة في غزة قبل الانتخابات، بل ربما كانت المصلحة له في تجنب حرب يعرف مدخلها، ويجهل مخرجها، وتداعياتها. وغزة التي تعرف هشاشة الوضع الإسرائيلي الداخلي خلال فترة الانتخابات تريد أن تضغط على حكومة نتنياهو لتنفيذ التفاهمات من خلال سياسة حافة الهاوية. هذه هي ملامح القصة التي باتت مكررة، كلما حكّ الكوز بالجرة، كما يقولون..

المصدر / فلسطين أون لاين