استهداف الشيخ رائد صلاح هو استهداف للأقصى، وتحييده استفراد بالأقصى لأن الشيخ قعقاع هذه الأمة في هذا الزمان، رجل بمئة ألف، شخّص من اللحظة الأولى الخطر المُحدق بالأقصى قبل أن تبادر وتُكثف المؤسسة الصهيونية الأعمال المعادية التي تستهدف الأقصى وصلته بالفلسطينيين والعرب والمسلمين.
"الأقصى في خطر" شكّلت رؤيةً ووعيا استشرافيا ينبئان بأطماع معشعشة في عقل المشروع الصهيوني الإحلالي.
يُحزنني قول "كلنا الشيخ رائد" دون أن تحمل في ثناياها معاني ومضامين هذه الكلمة وهذا الشعار.
"الأقصى في خطر" والاحتلال يُجسد هذا الهدف من خلال رؤية وسياسة مدروسة وطواقم متخصصة تدرس بعناية بالغة نقاط القوة والضعف ، من أين تبدأ في هذا المشروع الكامل الذي يستهدف القدس وفي قلبه الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية ، وفي المقدمة منها المسجد الأقصى؟
وأين ستنتهي في طموحها المدمر المهود للقدس؟!
هذه المؤسسات المتفرغة والمتخصصة تُرصد لها ميزانيات طائلة، وتُجنَّد لها عقول نابغة وأدوات حادة، في حين يقف في وجهها المتطوعون الذين شكلوا رأس حربة، فبادروا واجتهدوا، لكن خطة الاحتلال كشفت ظهورهم من خلال التحييد عبر الاعتقال والإبعاد عن المسجد الأقصى.
هذه السياسة المعتمدة التي تشكل عقيدة أمنية تستهدف ردع الأحزمة الواقية للأقصى، حراسه ومرابطيه وتلاميذ مصاطبه وكل محبيه والأفئدة التي تهوي إليه ورائده صلاح.
"الأقصى في خطر" لم يعد استشرافاً لخطر سيقع، إنما الأقصى في عين الخطر، وما عاد هذا الشعار يستحث محبي الأقصى ورواده وحماته كما كان في الماضي.
"بالروح بالدم نفديك يا أقصى" تحتاج إلى ترجمة في الواقع، إلى خطة تدير وتوجه الطاقات الهائلة والمقدرات البشرية القادرة على التصدي وإبطال مفاعيل مشروع التقسيم الزماني والمكاني للأقصى.
إن ملف القدس ينقصه عقل مدير بمستوى مكانة القدس والمخاطر المحيطة بها لمواجهة هذا الخطر وفق رؤية تستحضر كل المقدرات، توزعها وفق رؤية وخطة مدروسة، تجترح الوسائل والفعاليات والخطاب الإعلامي الذي يعكس الحقيقة ويضع الأمة أمام التحديات الماثلة وينقل الصورة الحقيقية.
نحتاج إلى رموز تُخاطب العالم العربي والإسلامي والدولي.
اعتقال الشيخ رائد وتحييده علامة ضعف، فلو كنا كلنا الشيخ رائد صلاح، لما تجرأ عليه الاحتلال، لكنه أيقن أن الكلمة باردة لا تُترجم إلى أفعال حقيقية.
الاحتلال لم يرضَ في الماضي عن الشيخ رائد، لكنه كان يخشى ردة الفعل.
الاحتلال يمكر للأقصى، لكنه تدرج في الماضي خشية ردة الفعل، والآن تمادى لاستيعابه حجم ومدى ردة الفعل.
الشعب مع حملة الفجر العظيم أثبت أنه متفاعل مع الإبداع القيادي ووسائل المواجهة والتصدي حتى لو كانت مكلفة.
أيها الفلسطينيون "القدس في خطر" "الأقصى في خطر"، خذوا الكتاب بقوة ، فوالذي رفع السموات بلا عمد ستُسألون عما ستقدمون.
لا تُجاملوا في الأقصى ولا تترددوا في القدس، تخيروا خيرة رجالكم، وتذكروا أن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص.
واعلموا يقيناً أنه لا يحدث في ملك الله إلا ما أراد الله.