الساحة الفلسطينية لا ينقصها استعراضات كاذبة أمام الكاميرات، أو على شاشات التلفزة، فتارة نسمع رفضاً إعلامياً لما يسمى "صفقة القرن" بينما في الكواليس وفي بعض مقاطع الفيديو وفي الميدان نراهم مع صفقة القرن قلباً وقالباً.
مهما كانت الحماسة في مواجهة الصفقة المشؤومة ظاهرة في الإعلام، فإنها لن تكون مقنعة لشعبنا الفلسطيني إلا إذا صاحبها إجراءات على أرض الواقع حتى يقتنع فعلا بأنكم ضد صفقة القرن، ولكي نقتنع بذلك فإننا سنحكم على ذلك من خلال تطبيق الإجراءات الآتية:
1. سحب الاعتراف فوراً بما يسمى دولة (إسرائيل) وسحب الاعتراف بأن "القدس الغربية" عاصمة للاحتلال والرجوع خطوة إلى الوراء.
2. وقف الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية فورًا ودون شروط لأننا شعب واحد وفي خندق واحد في مواجهة الصفقة.
3. وقف التنسيق الأمني والتعاون الاستخباراتي مع الاحتلال والذي يضر بالقضية الفلسطينية ويضر بشعبنا الفلسطيني ويصب في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي قولاً واحداً.
4. إطلاق يد المقاومة الفلسطينية والإفراج عن جميع المقاومين من السجون لكي يتصدوا للاحتلال والمستوطنين وحتى يكونوا جداراً منيعاً أمام الاحتلال بدلا من استباحة الضفة الغربية.
5. السماح بتسيير مسيرات حاشدة شعبية ووطنية في الضفة الغربية رافضة لصفقة القرن وضمان عدم قمعها وملاحقتها.
6. إنهاء الانقسام فعلياً وإنهاء آثاره الكارثية على القضية الفلسطينية وعلى صمود شعبنا الفلسطيني العظيم.
7. التراجع عن سياسة قطع رواتب الموظفين وصرف مخصصات الشهداء والأسرى والجرحى الذين أصبحوا في دائرة الاستهداف والفقر والتجويع والذين انقطعت بهم السبل لكي يتحولوا إلى متسولين بدلا من تكريمهم ووضعهم على الرأس.
8. رفع الإجراءات العقابية ضد قطاع غزة وإغلاق الصفحة السوداء التي مضت على مدار سنوات ماضية خسرت فيها قضيتنا الفلسطينية الكثير الكثير.
9. التحلّل من كل الاتفاقيات مع الاحتلال الإسرائيلي وخاصة التحلّل من اتفاقية أوسلو المشؤومة التي باتت تمثل قاعدة للتنازل عن الثوابت الوطنية الفلسطينية وعن حقوق ومقدرات شعبنا الفلسطيني العظيم.
10. إطلاق يد المقاومة الشعبية والجماهيرية في الضفة الغربية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي على الحاجز وفي الشوارع ولمواجهة قضم الأراضي بدلا من التفرّج على اعتداءات الاحتلال.
11. إطلاق يد المقاومة المسلّحة في الضفة الغربية من أجل إنهاء وجود الاحتلال ووقف همجيته وتحقيق مبدأ الردع ضد جنوده الذين يمارسون الاعتداءات في كل لحظة.
12. التصدي لسياسة الاستيطان اليهودي وسياسة تهويد مدينة القدس والتصدي لاعتداءات وجرائم المستوطنين اليهود الذين يستبيحون الضفة الغربية ويصادرون ممتلكات شعبنا الفلسطيني العظيم.
13. وقف التحريض الإعلامي والسياسي ضد قطاع غزة ووقف اعتبار قطاع غزة "إقليما متمردا" أو أن شعبه في "طائرة مخطوفة" كما جاء على ألسنة البعض.
14. التراجع فوراً عن التصريحات الإعلامية السابقة التي بارك فيها رئيس السلطة محمود عباس "صفقة القرن" وقال إنها صفقة العصر عندما التقى أمام الكاميرات بالرئيس الأمريكي "دونالد ترامب".
15. أقنعونا بالحراك الدبلوماسي والسياسي للسلطة الفلسطينية في مواجهة صفقة القرن، وأين دور السفارات الفلسطينية في الخارج "الرافض" لما يسمى "صفقة القرن" وأين الجهود في مواجهة ذلك؟
لو تمت هذه الإجراءات؛ حينها سنقتنع بأن السلطة الفلسطينية فعلاً ضد "صفقة القرن"، أما غير ذلك فلا تأتيني ولا آتيك، ويكون الصّراخ في وسائل الإعلام فقط للاستهلاك العاطفي وليس له أي رصيد واقعي.