فلسطين أون لاين

لمواجهة "صفقة ترامب"

متحدثون يؤكدون ضرورة المواجهة الشعبية الشاملة مع الاحتلال

...
جانب من الندوة
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

أكد متحدثون على أن مواجهة "صفقة ترامب" فلسطينياً تتطلب إنهاء اتفاق أوسلو وسحب الاعتراف بـ(إسرائيل) والانطلاق في مواجهة شعبية شاملة، مشيرين إلى أن الصفقة نتيجة طبيعية لاتفاقيات التسوية الفلسطينية – الإسرائيلية والتطبيع العربي المتسارع مع الاحتلال.

وشددوا – خلال مشاركتهم في الندوة السياسية التي نظمها مركز حضارات للدراسات السياسية والاستراتيجية في قاعة مطعم محمد سعيد بغزة اليوم الثلاثاء -على ضرورة إتمام الوحدة الوطنية في القريب العاجل لتقوية الموقف الفلسطيني في ظل التطبيع العربي المتسارع مع الاحتلال.

يهودية الدولة

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش أكد أن الغرب يركز منذ بداية القرن الواحد والعشرين لجعل (إسرائيل) دولة طبيعية في الشرق الأوسط لتقدم الولايات المتحدة رؤيتها "صفقة القرن" القائمة على "يهودية الدولة" وعدم وجود دولة فلسطينية.

وقال: "سيتسع وفق تلك الخطة الضم والاستيطان الإسرائيلي مما يفرض علينا مواجهتها على جميع المستويات خاصة الجماهيرية، لجعل تطبيقها مستحيلًا".

وأشار إلى أن منح الولايات المتحدة أربع سنوات للفلسطينيين لبحث "الصفقة" يعني إعطاء الفرصة للاحتلال لاستكمال تطبيقها على أرض الواقع، قائلاً: "هذه الصفقة تمثل كارثة كبيرة على الفلسطينيين في ظل المواقف العربية التي لا تخرج عن كونها تعميما أمريكيا على هذه الأنظمة".

وأضاف: "الصفقة تعد اختبارًا للسلطة الفلسطينية التي ينبغي عليها تطبيق قرارات المجلس المركزي بوقف التنسيق الأمني، والانسحاب من أوسلو، غير ذلك فإن أي مواقف للسلطة لن تكون حقيقية (...) فلا معنى لهذه الاتفاقيات في ظل التنكر الإسرائيلي الأمريكي للحقوق الفلسطينية".

ولفت البطش إلى أن مواجهة الصفقة تقتضي استمرار الفعل الميداني للجماهير الفلسطينية بالتوازي مع إجراءات استعادة الوحدة الوطنية بدعوة رئيس السلطة محمود عباس الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير للانعقاد.

وأكد ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي على حماية القرارات الدولية التي يلغيها ترامب ضمن صفقته والتي عدّها معطلاً "للحل" بين الفلسطينيين والاحتلال.

ولفت البطش إلى أن الصفقة لا تهدد الشعب الفلسطيني فقط بل والأمتين العربية والإسلامية مباشرة مما يستدعي إغلاق السفارات الأمريكية في تلك البلاد، مبديًا أسفه لتواطؤ عدد من الأنظمة العربية مع إدارة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية.

حرق وقت

بدوره، أكد القيادي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر أن "الصفقة" جاءت استكمالاً لمسار "التسوية" مع السلطة الفلسطينية، ونتيجة طبيعية لاتفاقية أوسلو "في ظل حالة من التواطؤ العربي الأمريكي الإسرائيلي".

وقال: "الصفقة ستسارع من عملية الاستيطان بحيث لا يتبقى أي صلاحيات للسلطة بالضفة، كما أنها تتحدث عن سلطة بحكم إداري ذاتي لا يتجاوز صلاحية بلدية بأحسن الأحوال".

وأضاف: "ستكون هناك دولة منزوعة السلاح مركزها غزة مع جيوب بالضفة الغربية، فقادة أمن الاحتلال ما زالوا يقدمون دراسات على طريق تفتيت أماكن التواجد الفلسطيني ما يمثل خطراً استراتيجياً يهدد الوجود الفلسطيني".

وأشار مزهر إلى أن كلام السلطة عن مواجهة الصفقة لم يتجاوز "حرق الوقت" حتى انتهاء الانتخابات الإسرائيلية فلا يوجد خطوات عملية لوجستية في إطار وقف العلاقة مع الاحتلال، وإسقاط الصفقة.

وأعرب عن اعتقاده بقرب المواجهة الشعبية الشاملة مع الاحتلال في ظل استمرار اعتداءاته، قائلاً: "لن تسمح قوى المقاومة بغزة بنزع سلاحها في إطار تطبيق الصفقة بأي حال من الأحوال كما تريد (إسرائيل) والولايات المتحدة".

انتشار الاستيطان

بينما أكد الصحفي والمختص بالشئون الإسرائيلية سعيد بشارات أن الواقع على الأرض يشير إلى قضم الاستيطان لمعظم الأراضي في الضفة الغربية، مما يجعل إعلان الصفقة وسيلة دعائية للفوز بالانتخابات المقبلة سواء أمريكيًا لترامب أو إسرائيليًّا لنتنياهو.

وقال: "الصفقة وضعها نتنياهو بمشاركة أمريكية بالاستعانة بقيادات عربية لبحث كيفية تطبيقها، حيث بدأ تطبيقها بإعلان القدس المحتلة عاصمة لـ(إسرائيل)".

وأضاف: "الصفقة اختلفت في كون الولايات المتحدة ليست وسيطا كما في الاتفاقيات السابقة بل طرفا مع الاحتلال".

وأشار بشارات إلى أن تلك الصفقة لم تخرج في محتوياتها عن اتفاقيات السلام السابقة، حيث تعتبر الضفة وغور الأردن العمق الاستراتيجي لـ(إسرائيل) فلن يتنازل عنها.

وقال: "الصفقة في مراحل متقدمة من تطبيقها بالضفة على الأرض حيث ان الاحتلال يسيطر على الوضع الأمني فيها بشكل شبه كامل، بينما يجري تهويد القدس على قدم وساق".