فلسطين أون لاين

تقرير "كعك القدس".. في دائرة الاستهداف الإسرائيلي لوأد "الفجر العظيم"

...
القدس المحتلة-غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

تعدت محاولات الاحتلال الإسرائيلي بقمع المصلين وضربهم واعتقالهم وإبعادهم عن المسجد الأقصى المبارك لفترات زمنية متفاوتة إلى إصدار قرارات إغلاق المحلات التجارية.

وتحاول سلطات الاحتلال، إفشال حملة "الفجر العظيم" كأحد أساليب الرباط في الأقصى، عبر قرارات قمعية وصلت آخرها إلى إغلاق "مخبز حي باب حطة"؛ بزعم توزيعه "كعك القدس" على المصلين الذى أدوا صلاة فجر الجمعة في المسجد.

وتشهد مساجد الضفة والقدس المحتلتين، صلاة فجر حاشدة كل جمعة، وذلك ضمن حملة أطلق عليها نشطاء فلسطينيون "الفجر العظيم" للتأكيد الفلسطيني على حقهم بالمقدسات.

وأكد السكرتير العام للهيئة المقدسية لمناهضة الهدم والتهجير ناصر الهدمي، أن استهداف الاحتلال للمحلات والمنشآت المقدسية يأتي في إطار إنهاء حالة التكافل الاجتماعي والتحرك الجماهيري ضمن حملة "الفجر العظيم".

وأوضح الهدمي لصحيفة "فلسطين" أن سلطات الاحتلال سعت السنوات الماضية إلى عدم السماح بظهور أي قيادة مقدسية وطنية تدير المواجهة والصراع في الشارع.

وقال: إن الاحتلال فشل بمنع أو التنبأ بتحرك الشارع المقدسي لعدم وجود قيادة بارزة للضغط عليها، ففاجأته حملة "الفجر العظيم".

وأشار إلى أن الاحتلال لا يريد أي حراك شعبي بأي شكل من الأشكال خاصة بعد إعلان الإدارة الأمريكية القدس عاصمة مزعومة لدولته، لا سيما أن سيظهر فاقد السيطرة على العاصمة أمام الجمهور الإسرائيلي.

وعدَّ الهدمي التضييق الإسرائيلي على المقدسيين يأتي في إطار إحكام القبضة الحديدية عليهم رغم أن تلك القبضة التي تمارسها قوات الاحتلال منذ 72 عامًا من هدم المنازل وإغلاق المحلات والمؤسسات لم يثنِهم عن المطالبة بحقوقهم والتمسك بمقدساتهم.

إجراء متكرر

وذكر مدير مركز القدس الدولية د. حسن خاطر، أن إغلاق "مخبز حي باب حطة" ليس الإجراء الأول بحق المحلات التجارية في القدس، لافتًا إلى أن الأسواق التجارية في البلدة القديمة تعد هدفًا إسرائيليًّا.

وقال خاطر لصحيفة "فلسطين": إن الاحتلال يعلم جيدًا أن استمرار فتح المحلات وإعمارها من أسباب تعزيز صمود المقدسيين في مدينتهم.

وقال: الاحتلال يسعى إلى تهجير المقدسيين والتضييق عليهم في لقمة العيش ودفعهم للبحث عنها خارج البلدة القديمة، مشيرًا إلى أنه يفرض على أصحاب المحلات ضرائب باهظة ومخالفات دون أسباب.

وأوضح أن هذه الضرائب تجعل الاستمرار في العمل في ظل الظروف والحصار على القدس شبه مستحيل، منبهًا إلى أن هناك نسبة كبيرة من تلك المحال مغلقة.

وذكر خاطر أن هناك أسواقًا مقدسية كاملة شبه مهجورة لا يدخلها أحد باستثناء بعض الساكنين.

وأكد أن قرار إغلاق "مخبز حي باب حطة" هدفه وأد حملة "الفجر العظيم"؛ لكون أي تحرك في البلدة القديمة بالقدس ووجود الناس يبعث الأمل في نفوس أصحاب المحلات بالاستمرار والصمود وهو ما لا يريده الاحتلال.

وشدد خاطر على ضرورة استمرار الحملة كسياسة مضادة تسهم في إعادة الحياة للبلدة القديمة بكل تفاصيلها.