فلسطين أون لاين

ناصيف: مواجهة "صفقة القرن" لا تحتمل الرد العشوائي وإعلان الرفض

...
طولكرم - فلسطين أون لاين:

أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رأفت ناصيف، أن مواجهة صفقة القرن لا تحتمل الرد العشوائي العاطفي، والاكتفاء بإعلان المواقف الرافضة أو إصدار التهديدات أو الركون إلى مواقف ومؤسسات سبق تجريبها، أو إعطاء الجماهير لفرصة التعبير عن الرفض فحسب.

وقال ناصيف في تصريح نشرته "حرية نيوز" : "يجب مواجهة هذه مؤامرة صفقة القرن وكل ما يحاك ضد قضيتنا العادلة، وأن يكون تحركنا في إطار رؤية واضحة المعالم، محددة الخطى، وأن تكون لدينا رؤية استراتيجية تقوم على إدراك المخاطر التي تواجهها قضيتنا وتعتمد الفعل الدؤوب المتواصل في كل الاتجاهات".

وأشار ناصيف إلى أن خطة ترامب نتنياهو ارتكزت على خمس محاور بشكل أساس للإجهاز التام على القضية الفلسطينية ومنع أية فرصة لعودة الحياة إليها.

وبيّن ناصيف إلى أن الخطة جعلت المحور الأول "الأمن" في كل جزئية منها، فيما جعلت تحديد معايير الأمن ومتطلباته وتفصيلاته وتقديرات الحاجة إليه بيد الاحتلال ولصالحه، وجعلته معيارا وحكما.

ورأى القيادي ناصيف أن الخطة حسمت كذلك المحور الثاني "مصير القدس" لصالح الكيان المحتل، وجعل أي ترتيب له علاقة بالقدس أو أي موضوع ذو علاقة بها رهن إرادة الاحتلال.

وأما المحور الثالث كما فصّله ناصيف فهو المتعلق بقضية اللاجئين وحق العودة، حيث لم تكتف الخطة بشطب حق العودة فحسب، وإنما ذهبت إلى محو كل ما يشير إلى قضية اللاجئين بإنهاء وجود مخيمات اللاجئين وإنهاء الأنروا.

وحول المحور الرابع عند الحديث عن تطبيع العلاقة بين الدول العربية والاحتلال فإن الخطة تتحدث عن أهمية التطبيع التي تجعل العرب عاملا مهما لتمرير هذه المؤامرة على الفلسطينيين وتهيئة الظروف لها، بجانب المشاركة بالتنفيذ وتحمل التكاليف.

والمحور الخامس، حسب ناصيف، كان نزع سلاح المقاومة، حيث اعتبرت الخطة أن نزع السلاح كل السلاح من الفلسطينيين واتخاذ كل الاجراءات لمنع دخوله لفلسطين وتجريم ذلك انما هو من الشروط الأساسية لاعتبار الفلسطينيين مؤهلين للفتات المرصود لهم بهذه الخطة.

وأكد ناصف على أن وحدة الموقف الفلسطيني الحقيقية يشكل ضرورة ملحه لتسريع الانجاز وضمان عدم حدوث أي اختراق سلبي للمواجهة المنشودة، مطالبا من الجميع الفلسطيني العمل وفق المتاح له على الأقل.

ولإفشال محاور صفقة القرن، شدد ناصيف على ضرورة العمل وفق رؤية يتكفل بها الكل الفلسطيني كل حسب المتاح له، حيث بالإمكان افشال محور الأمن عبر إطلاق يد المقاومة في كافة مناطق التواجد الفلسطيني، وتوفير كل المقومات الضرورية لها، بجانب اعتماد حماية الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده والدفاع عن حقوقه والعمل على انتزاعها كعقيدة للأمن وأجهزته بجانب وقف التنسيق الأمني بالمطلق.

ولحماية القدس وإفشال المخطط لها، طالب ناصيف بضرورة توفير الدعم الحقيقي للمقدسيين، دعما لصمودهم وحراكهم وحفاظا على وجودهم، وهذا يتأتى بقيام الكل لتوفير سبل الدعم المادي والمعنوي لهم لتعويضهم عن الخسائر التي يتعرضون لها بسبب إجراءات الاحتلال، وهذا الدور منوط بالمستوى السياسي وفلسطينيي الخارج بشكل خاص،

أما بخصوص قضية اللاجئين وحق العودة وهو جوهر القضية الفلسطينية -حسب رأيه- فإنه يترتب على فلسطينيي الشتات العبء الأكبر لحماية هذا الحق الأصيل، كونهم هم أبرز ضحاياه من جهة، وللفسحة المتاحة لهم بعيدا عن الملاحقة من أخرى، حسب ما قال ناصيف.

ودعا القيادي بحركة حماس، فلسطينيي الخارج لاتخاذ خطوات عملية تقوم على تفعيل هذه القضية على الأرض، مع مراعاة ضرورة كسب الدول المضيفة بنشاطات ومطالبات ميدانية، بجانب تفعيل الجانب السياسي والقانوني والتوعوي لاستنهاض كل الشتات الفلسطيني للقيام بهذا الواجب.

وبيّن ناصيف أنه لا بد من الاستفادة من الجاليات الفلسطينية المنتشرة حول العالم، لكسب الاصطفاف مع هذا الحق الأصيل من الشعوب الحرة، ومحاولة التأثير على الساحة الاقليمية والدولية لصالح حق العودة، وبجانب أهلنا بالشتات، فإن على فلسطينيي الأرض المحتلة عام 48 نصيب من هذا الجهد حسب ما يسمح به وضعهم، وليس أقله الفعل الميداني الاحتجاجي والعمل السياسي والقانوني.

وشدد ناصيف على دور المؤسسة الرسمية الفلسطينية، بشقيها منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، حيث تمتلك بصفتها المكتسبة من الوسائل ما لا يمتلكه غيرها.

وأكد ناصيف على ضرورة تفعيل الساحات العربية والاسلامية عبر شعوبها الحية، التي أثبتت دوما أنها على قدر الأمل والمسؤولية، وأنها ما زالت على عهدها مع فلسطين الشعب والقضية، وهذه المسؤولية ملقاة على عاتق الكل الفلسطيني لا سيما الجهات الرسمية والفصائلية وأهلنا بالشتات، لأن من شأن ذلك أن يحد من الهرولة نحو التطبيع أو على الاقل تفريغ سياسة أي نظام يذهب للتطبيع بابتعاد الشعوب عن التطبيع قبولا أو ممارسة.