"(إسرائيل) لا تترك أبناءها" هذه جملة شهيرة استخدمها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بعد تمكنه من إطلاق سراح الإسرائيلية "نعمة يساكر" المدانة بقضية مخدرات في روسيا، ولكنه تجاهل جنود جيشه الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة، وهو يتركهم دون أي جهود للإفراج عنهم.
كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، خرجت برسالة مفاجئة لم يكن نتنياهو يرغب تداولها في هذا التوقيت الحساس من حياته السياسية كونه مقبلا على انتخابات ثالثة.
وكشفت رسالة القسام عبر الناطق بها أن عددًا من أسرى الاحتلال لدى المقاومة قد أصيبوا بشكلٍ مباشر، في قصف قوات الاحتلال على قطاع غزة في مايو/ أيار 2019.
وقال أبو عبيدة في تصريح نشره، أمس على قناة القسام في تطبيق "تيلجرام": "نعلن عن حقيقة أخفيناها منذ عدوان مايو ٢٠١٩ على قطاع غزة، حين قصف العدو العمارات المدنية والأمنية وأماكن أخرى، فإن عددًا من أسرى العدو قد أصيب بشكلٍ مباشر".
ولم يعلن أبو عبيدة عن مصير الجنود، مؤكداً أن الكشف يأتي في ظل الخديعة الكبرى التي مارسها رئيس حكومة الاحتلال على جمهور المستوطنين بإطلاق سراح المعتقلة في السجون الروسية على "قضية مخدرات"، في الوقت الذي يترك فيه أسراه الذين أرسلهم للعدوان في قطاع غزة صيف ٢٠١٤، غير آبه بمصيرهم المجهول.
الخبير في الشؤون العسكرية اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، يؤكد أن القسام تريد من خلال رسالة الناطق باسمها حول جنود الاحتلال الأسرى تحريك ملفهم بعد تعمد نتنياهو وحكومته إغفاله خلال الفترات الماضية.
ويقول الشرقاوي في حديثه لـ"فلسطين": "تريد القسام من خلال ما قدمه أبو عبيدة، تشكيل حالة ضغط من خلال أهالي هؤلاء الجنود على نتنياهو ومطالبته بالكشف عن مصير أبنائهم".
ويضيف الشرقاوي: "ما كشفته القسام من خلال تصريحات أبي عبيدة سيؤثر بكل تأكيد على أصوات الناخبين الإسرائيليين ضد نتنياهو وتأليب الرأي العام ضده خلال انتخابات الكنيست الثالثة القادمة".
ويوضح أن القسام أظهرت من خلال تصريحاتها أن نتنياهو يمارس الكذب على المجتمع الإسرائيلي وخاصة أهالي الجنود الأسرى، بعد إفراجه عن المستوطنة الإسرائيلية التي كانت معتقلة في السجون الروسية، ومحاولة استخدام هذه الحادثة كورقة انتخابية لخدمة مصالحه.
ويصف الخبير العسكري رسالة القسام بأنها ليست مجانية ولكنها "ألقت حجرا في بئر"، وعلى نتنياهو وأجهزته الاهتمام بجنودهم في غزة.
المحلل السياسي مصطفى الصواف، يؤكد أن الحقيقة التي كشفتها القسام لا يعلمها جمهور المستوطنين نتيجة خداع وكذب نتنياهو بشأن ما لدى الكتائب من جنود سواء الأربعة المعلومين للجميع والجرحى والمصابين.
ويقول الصواف في حديثه لـ"فلسطين": "عندما قصف الاحتلال بعض العمارات لم يكن القصف عشوائيا أو لوجود مكاتب للمقاومة ولكن لفشل مخابراتي إسرائيلي بوجود جنود الاحتلال في المكان وفق معلومات كاذبة وهو يدلل على أن القدرات الأمنية للقسام أكبر بكثير مما يظن الاحتلال".
ويضيف الصواف: "اليوم الكرة في ملعب الرأي العام الإسرائيلي للتحرك في الشارع خاصة قبل الانتخابات الثالثة، ولا أعتقد أنها ستكون الأخيرة لوجود مؤشرات لانتخابات رابعة للضغط على نتنياهو وغيره للتحرك العاجل للعمل على تنفيذ صفقة كما تريدها المقاومة حتى يتم الكشف عن حجم ما لدى المقاومة ويدركوا أن المقاومة أصدق من نتنياهو".