فلسطين أون لاين

المكاسب الإسرائيلية من تطبيع علاقاتها مع السودان

حالة الترحيب الإسرائيلية بلقاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مع الزعيم السوداني عبد الفتاح البرهان، لم تقل عن حالة الاحتفاء بتطبيع علاقاته مع دول عربية وإسلامية أخرى، نظرا للمكاسب الإسرائيلية العائدة من تحسين علاقاته مع السودان.

يعتقد الإسرائيليون أن تطبيع علاقاتهم مع الخرطوم يأتي نظرا لإدراكها أن طريقها إلى واشنطن يمر عبر تل أبيب، خاصة في ظل ما تراه (إسرائيل) من اقتصاد سوداني مدمر، وقيادة جديدة لدولة تسعى لإحداث تغيير في علاقاتها مع الولايات المتحدة، لا سيما بالتزامن مع تباعدها عن إيران في السنوات الأخيرة.

يبدو صعبا معرفة تبعات اتفاق التطبيع الضبابي، لكن من وجهة نظر (إسرائيل) فإن كل تحسين في علاقاتها مع دولة عربية هو أمر جوهري، خاصة أن اللقاء السري الذي جمع نتنياهو والبرهان، في العاصمة الأوغندية عنتيبي، احتوى على الكثير من الرموز، رغم أنه لا يتوافر الكثير من تفاصيله المهمة، لكننا أمام لقاء مهم من الناحية التاريخية، سواء لإسرائيل عموما، أو لنتنياهو خصوصا.

البرهان من وجهة النظر الإسرائيلية زعيم دولة صاحبة قمة الخرطوم التي أعلنت لاءاتها الثلاث في 1967، وتضمنت عدم الاعتراف بـ(إسرائيل)، وعدم الدخول في مفاوضات معها، أو عقد سلام معها، ويأتي لقاؤه مع نتنياهو خلال أقل من أسبوع من إعلان صفقة القرن، ما يجعل هنا رابطا أساسيا بينهما.

السودان وفق التقييم الإسرائيلي دولة تتطلع لشطب اسمها من قائمة المنظمات الإرهابية للولايات المتحدة، وفي الشهور الأخيرة حصل تقارب تدريجي بين واشنطن والخرطوم، بما في ذلك تبادل السفراء منذ 23 عاما، وزيارة رئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك إلى واشنطن، ومن المتوقع أن يزور حمدوك واشنطن للقاء وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبياو.

السودان ترى مرة أخرى وفق الرؤية الإسرائيلية، أن تحسين علاقاتها مع (إسرائيل)، وفق أي مستوى كان، سيساعدها في تحسين علاقاتها مع الرئيس دونالد ترامب، حتى أن البشير نفسه قال في يناير 2019، حين حاول قمع المظاهرات الشعبية في بلاده، إن جهات عديدة نصحته بالتقارب مع (إسرائيل).

(إسرائيل) تنظر للسودان كدولة ذات أهمية إستراتيجية استخدمت في السابق مسارا لتهريب الأسلحة الإيرانية لقطاع غزة، بل إن إيران أقامت فيها مصنعا لإنتاج الأسلحة، الذي هاجمته (إسرائيل)، لكن التطور المهم في لقاء نتنياهو-البرهان يتعلق بالسماح للطائرات الإسرائيلية باستخدام الأجواء السودانية، وتقصير مدة الطيران من (إسرائيل) إلى أمريكا اللاتينية، والعكس.

أخيراً.. فإن التقارب السوداني مع (إسرائيل) يتزامن مع تباعده النسبي عن إيران، مع زيادة التوتر بينها وبين السعودية، ولذلك فإن (إسرائيل) ترى أن أي تقارب في العلاقات العربية والإسلامية إنجاز لها، كما حصل السنة الماضية مع تشاد، جارة السودان.

المصدر / فلسطين أون لاين