أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، حسام بدران، سعى حركته إلى إيجاد توافق فلسطيني رسمي وفصائلي وجماهيري على آليات مواجهة "صفقة ترامب"، التصفوية، مجددًا ترحيب حركته بالزيارة المزمعة لوفد حركة "فتح" والأمناء العامين للفصائل من الضفة الغربية إلى قطاع غزة.
وقال بدران، في مقابلة مع صحيفة "فلسطين"، إن أي لقاء يضم الكل الفلسطيني يصب في الاتجاه الصحيح لتوحيد الجهود الوطنية، مشددًا على أن حركته تسعى إلى إيجاد توافق فلسطيني على آليات وسبل مواجهة "صفقة ترامب".
وأضاف: نجزم أن هناك إجماعًا فلسطينيًّا (فصائليًّا وشعبيًّا) يتمسك بالمقاومة كأحد الخيارات لتحقيق الطموحات الفلسطينية، وأن تراكم القوة والسلاح من أهم أسباب ردع الاحتلال.
وتابع: التجربة والواقع والمنطق أثبت أن هذا العالم لا يحترم إلا الأقوياء، "نقصد هنا قوة الحق الذي نمتلكه وقوة الوحدة التي نسعى إليها وقوة السلاح على الأرض وفي الميدان".
وحذر بدران من خطورة الأوضاع الميدانية في الضفة الغربية المحتلة الذي يزداد صعوبة منذ سنوات. جازمًا أن الواقع هناك يوفر أسباب المقاومة كافة.
وأوضح أن هناك حملة إسرائيلية مسعورة للاستيطان والتهويد، واقتحامات المسجد الأقصى المبارك، والإعدامات الميدانية والاعتقالات اليومية وهدم المنازل، والإعلان عن "صفقة القرن" لتضيف سببًا آخر وجوهريًّا بضرورة الالتحام مع الاحتلال ومقاومته وصولًا إلى المواجهة الشاملة.
وأكد أن الضفة الغربية تمتلك مقومات الدخول في هذه المرحلة وهي قادرة على "قلب الطاولة على الاحتلال ومن يدعمه"، مستدركًا: لكن هذا الأمر يتطلب الحد الأدنى من التوافق الفلسطيني، وتغييرًا حقيقيًّا وعمليًّا في سياسة أجهزة أمن السلطة وأول ذلك وقف الاعتقالات السياسية وإطلاق سراح المعتقلين الحاليين كافة.
ورأى القيادي في حماس أن "صفقة ترامب" واحدة من أكبر التحديات التي تواجه الفلسطينيين؛ لأنها تهدف إلى تصفية القضية وحرمان الفلسطينيين من أبسط حقوقهم، لكنها في الوقت نفسه تمثل فرصة مناسبة لتوحيد الرؤية الوطنية الفلسطينية.
واستطرد: الصفقة تثبت عمليًّا وبشكل لا يقبل التأويل بأن مسار التسوية قد وصل إلى طريق مسدود، وأن المفاوضات مع الاحتلال بصورها ومرجعياتها كافة لن تعطي الفلسطينيين شيئًا.
ودعا أبناء شعبنا في الداخل والخارج إلى التمسك بالمقاومة ضد الاحتلال المغتصب للأرض والحقوق الفلسطينية حتى الحرية والاستقلال.
كما دعا إلى رد فلسطيني سياسي وإعلامي وجماهيري يوازي الإرهاب والتآمر الإسرائيلي والأمريكي على القضية الفلسطينية.
ووصف عضو المكتب السياسي لحركة حماس، موقف السلطة من إعلان "صفقة ترامب"، بأنه أمر جيد ومطلوب لكن حجم التحديات يتطلب مواقف عملية أكثر قوة وتأثيرًا، مشددًا على ضرورة تعميم خطاب فلسطيني موجه للعالم يتمسك بالحقوق والمقاومة المشروعة وفق القرارات الدولية.