قال من يسمى وزير الحرب في الكيان الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان: "إن الحل الوحيد الممكن مع الجانب الفلسطيني هو تبادل الأراضي والسكان ضمن سلام إقليمي، وإنه لا يوجد سبب للشيخ رائد صلاح والنواب في الكنيست أيمن عودة وباسل غطاس وحنين الزعبي لأن يستمروا مواطنين إسرائيليين"، وأكد أن التمسك بمبدأ "الأرض مقابل السلام" الذي قامت عليه اتفاقية أوسلو لن يؤدي إلا إلى الفشل.
ليبرمان تحدث عن معضلة حقيقية، ولكنه لم يضع حلًّا لها، وإنما وضع تصورًا يظن أنه قابل للتطبيق، فالمعضلة هي إمكانية التعايش بين مغتصب الأرض المحتل القاتل وأصحاب الأرض الشرعيين، وحل هذه المعضلة لا يكون باستكمال الجريمة وطرد من تبقى من أصحاب الأرض، ولكن بعودة الحق لأصحابه وطرد المحتلين الغزاة. في محيط رام الله أقام العدو الإسرائيلي مستوطنة (موديعين عيليت) التي يستوطنها قرابة 60 ألف مستوطن، وفي خاصرة الكيان الغاصب يوجد مدينة فلسطينية عريقة اسمها أم الفحم وعدد سكانها يقارب 60 ألف فلسطيني، وفكرة ليبرمان تقوم على تبادل السكان بين أم الفحم و(موديعين)، وهكذا يكون الأمر بالنسبة للمثلث الفلسطيني والتجمعات الفلسطينية الكبيرة والحساسة داخل أراضي الـ48، في مرحلة أولى من مراحل استكمال تشريد الفلسطينيين وطردهم بشكل كامل، ولهذا نجد العدو الإسرائيلي يستمر في بناء المستوطنات وتسمينها إلى لحظة يستسلم فيها الفلسطينيون والعرب لسياسة الأمر الواقع التي يحاول الكيان فرضها، ولكن ذلك السيناريو لن يكون على أرض الواقع، وإن عشش في مخيلة ليبرمان وغيره من قادة الاحتلال الذين لم يدرسوا التاريخ ولا جغرافية المنطقة التي زرعوا كيانهم غير القابل للحياة فيها.
وكما إننا نرفض أن تكون لنا دولة أو امتداد جغرافي خارج حدود الوطن إننا نرفض مجرد فكرة العبث بالوجود الفلسطيني في أراضينا المحتلة عام 48، وكذلك مبدأ تبادل الأراضي ضمن اتفاق أوسلو، ويكفينا الكارثة التي حلت بشعبنا جراء هذه الاتفاق.
وختامًا إن الشيخ رائد صلاح يعيش على أرضه الفلسطينية، وكذلك أيمن عودة وباسل غطاس وحنين زعبي، ووضعهم صحيح لا حاجة لتصويبه، أما ليبرمان فهو من مولدافيا، ولابد من طرد الغزاة وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم.